
الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله و سلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسال الله تعالى أن يجعلنا من امته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم فى خطبة الوداع ” أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذه” ويقف أمام الكعبة فيقول لها “ما أعظمك وما أعظم حرمتك لحرمة المسلم أشد عند الله من حرمتك” والتأكيد على حرمة الإنسان.
جاءت فى جميع الشرائع السماوية، فقال تعالى ” أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” ولكن لماذا لأن هذا هو حق الحياة لكل إنسان، ثم يبين أن هذا جاءت به كل الرسل فقال تعالي ” ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك فى الأرض لمسرفون” والفاسدون هم الذين أكلوا أموال الشعوب بالمليارات على مر السنين واحتكروا السلع وظنوا أنهم فوق المحاسبة وإنتشرت الرشوة والمحسوبية فى كل مكان ونحى عنها الكفاءات، ويعد من أكبر الخيانة الوطنية حينما تتحول بعض وسائل الإعلام إلى وسيلة هدم للقيم والأخلاق، والتشتت والإفتراق، بعيدة عن هموم مواطنيها ومشاريع الإصلاح في بلدها، ولن يتم ذلك إلا بالإصلاح الشامل في وطننا ويعتبر الإصلاح واجب على كل فرد في الوطن.
ولا إعفاء لأحد، لأن كل فرد مطالب بالإصلاح على الأقل داخل محيط أسرته، فقد جعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كل فرد مسؤولا، والمقصود من المسؤولية هي الإصلاح فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع، وكل مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، ومسؤول عن رعيته ” رواه البخاري ومسلم، بل أخذ النبي صلى الله عليه وسلم العهد على أصحابه عند دخولهم في الإسلام بأن يكونوا مصلحين، وذلك بالنصح لكل المسلمين، فشرط على كل واحد منهم أن يكون مصلحا، وذلك بأن يكون ناصحا، ومن ذلك حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه في الصحيحين يقول “أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت أبايعك على الإسلام.
فشرط عليّ، والنصح لكل مسلم، فبايعته على هذا” وإذا أردنا النجاة لمصر ولأهلها، فعلينا بالإصلاح فإن الله سبحانه جعل النجاة فيه حيث قال تعالى ” وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ” فقال سبحانه مصلحون، ولم يقل صالحون لأن مجرد الصلاح لا ينجي الأمم لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل كما في الصحيحين ” أنهلك وفينا الصالحون، قال ” نعم، إذا كثر الخبث” وها هم أصحاب السبت، حرّم الله تعالي عليهم الصيد يوم السبت، فكانوا يتحايلون على شرع الله، ونجد الصالحين في هذا المكان إنقسموا إلى فريقين، فريق نقل نفسه إلى درجة الإصلاح، وأنكروا عليهم ما يفعلونه من مخالفتهم لشرع ربهم، وفريق صالح سكت، بل عاتب من أراد الإصلاح، فقالوا لهم ” لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلي ربكم ولعلهم يتقون ”
فانظروا إلى عاقبة ذلك، أن نجّى الله المصلحين فقال سبحانه وتعالي ” فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ” أي المصلحين، فيقول تعالي ” وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ” وإختلف المفسرون في الصالحين الذين سكتوا، وفريق منهم على أنهم هلكوا مع من هلك، فما إستحق المسلمون الخيرية إلا بالإصلاح، حيث قال تعالى ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ” فقدم الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو أساس وركن الإصلاح على الإيمان ب
ه لأهميته.



