![](https://i0.wp.com/elsoot.com/wp-content/uploads/2025/02/FB_IMG_1739048807155.jpg?resize=301%2C252&ssl=1)
كتب _ نور سلامه
تشهد مصر ارتفاعًا مقلقًا في معدلات الإصابة بالسرطان،حيث تُظهر الإحصائيات الحديثة تزايدًا ملحوظًا في عدد الحالات، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة بسبب نقص الوعي المجتمعي والتشخيص المتأخر، خاصة في المناطق الريفية والمحرومة. ورغم الجهود الحكومية والمبادرات الصحية، تظل الفجوة بين الإمكانات والاحتياجات قائمة، مما يهدد بتحويل المرض إلى عبء اقتصادي واجتماعي غير مسبوق
ووفقًا لتقارير وزارة الصحة سُجلت 135 ألف حالة سرطان جديدة في مصر عام 2020مع توقعات بوصول العدد إلى 250-300 ألف حالة بحلول 2050بسبب النمو السكاني والعوامل البيئية ويُقدّر إجمالي عدد المصابين بالسرطان في مصر بنحو مليون مريض بين حالات جديدة ومتعافية ومستمرة في العلاج.
ويشكل سرطان الثدي من 25-37% من إصابات السرطان لدى النساء، مع اكتشاف 70.5% من الحالات في مراحل متأخرة قبل تطبيق المبادرات الحكومية ولكن سرطان الرئة والكبد هما الأكثر شيوعًا بين الرجال ويرتبط بتدخين الشيشة والسجائر الإلكترونية بالإضافة إلى عدوى فيروس سي
وسرطان الرئة هو السبب الرئيسي للوفيات بالسرطان في مصر يليه القولون والمستقيم والكبد.
وتصل تكلفة علاج المريض الواحد إلى نصف مليون جنيه،مع حالات تتجاوز تكلفتها مليون جنيه سنويًّا.
و قبل المبادرات الرئاسية، كانت 58.5% من حالات سرطان الثدي تُشخَّص متأخرًا، وانخفضت النسبة إلى 29.5% بعد حملات الكشف المبكر لكن المناطق الريفية لا تزال تعاني من تأخر التشخيص وايضا يُنظر إلى السرطان كـ”حكم بالإعدام” في الأعمال الدرامية والثقافة الشعبية، مما يدفع البعض إلى تجنب الفحص ويضاعف التدخين خطر الإصابة بسرطان الرئة 12 مرة مقارنة بغير المدخنين كذلك تساهم السمنه في ارتفاع سرطانات القولون والكبد اضف إلى ذلك التلوث والفيروسات مثل فيروس سي المسبب لسرطان الكبد، وفيروس الورم الحليمي (HPV) المرتبط بسرطان عنق الرحم.
ولكن الدولة لم تتوقف وقامت بعدة مبادرات وحملات رئاسيه مثل مبادرة صحة المرأة حيث تم فحص فحصت 28.9 مليون سيدة وساهمت في خفض نسبة الاكتشاف المتأخر لسرطان الثدي من 70% إلى 30% وايضا حملة معًا لبر الأمان للكشف عن سرطان الكبد وتم فحص 5 ملايين شخص باستخدام الذكاء الاصطناعي
وقامت الدولة بتحسين البنيه التحتية الصحية حيث قامت بإنشاء 49 مركزًا لعلاج الأورام عبر البرنامج القومي، وتوسيع خدمات معهد الأورام الذي يستقبل 315 ألف مريض سنويًّا
وتم افتتاح مستشفى 500500 المتخصص بسعة 340 سريرًا.
وتعاونت مصر مع شركة أسترازينيكا لتدريب 6000 متخصص صحي وفحص 10 ملايين شخص في إفريقيا.
بالرغم من ذلك لا توجد بيانات وطنية شاملة عن سرطان الأطفال رغم أن 42%من سكان مصر تحت 18 عامًا، مما يشير إلى أعداد كبيرة غير مُسجَّلة وذلك لتركز الخدمات في القاهرة والإسكندرية بينما يعاني مرضى الصعيد من صعوبة الوصول إلى المراكز المتخصصة يُقدَّر العبء العالمي للسرطان بـ1.6 تريليون دولار سنويًّا وتحتاج مصر إلى استثمارات ضخمة لسد الفجوة بين الموارد والاحتياجاتت ورغم الإحصائيات المرعبة، تُبذل جهود لتحسين الوضع الصحى لكن التحدي الأكبر يتمثل في تغيير السلوكيات ورفع الوعي، خاصة بين الشباب وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى التركيز على الوقاية، حيث يمكن تجنب من 30-50% من الحالات عبر مكافحة التدخين والسمنة ومع استمرار المبادرات مثل صحة المرأة ومعًا لبر الأمان وقد تشهد مصر تحولًا في مسار الحرب ضد هذا الوباء… إذا التزمت الإرادة السياسية والمجتمع بمواجهته