مقالات وآراء

بين دهشة اللحظات وعجائب الحياة

جريدة الصوت

بين دهشة اللحظات وعجائب الحياة

 

بقلم :طارق فتحى السعدنى 

 

عندما نتأمل في تفاصيل الحياة اليومية،

نجد أننا في كثير من الأحيان نتغاضى عن الأشياء التي تبدو عادية في ظاهرها،

 

ولكنها تحمل في طياتها معاني كبيرة. تلك التفاصيل الصغيرة التي قد نراها تافهة في لحظات معينة،

 

هي نفسها التي تجعلنا نتوقف للحظة و نتعجب من روعة الحياة.

 

فما هي الأسباب التي تجعلنا نندهش من حياتنا؟

ولماذا نحن بحاجة إلى “التعجب” من وقت لآخر؟

 

التعجب من اللحظات العابرة

 

عندما ننغمس في روتيننا اليومي، ننسى أحيانا أن الحياة ليست مجرد سلسلة من الواجبات والمواعيد،

بل هي أيضا رحلة مليئة باللحظات العابرة التي تستحق التقدير.

 

تلك اللحظات التي قد تأتي في شكل ابتسامة طفل، أو نسمة هواء باردة في يوم حار، أو حتى قهوتنا الصباحية التي تحفزنا على بدء يومنا بكل نشاط.

 

هذه اللحظات هي التي تجعلنا نتعجب، فالحياة في جوهرها ليست فقط سلسلة من الأحداث الضخمة والمهمة،

 

بل أيضاً في تفاصيلها الصغيرة التي نكتشفها عندما نتوقف قليلاً لنراها.

 

الدهشة من تفاعل البشر

 

أحد أكثر الأمور التي تثير التعجب في الحياة هو تفاعل البشر مع بعضهم البعض. في عالمنا المزدحم و المتسارع ،

 

نجد أن بعض الناس يتوقفون لحظة ليفعلوا شيئا طيبا لشخص آخر دون أن ينتظروا مقابلاً.

 

قد يكون هذا التفاعل بسيطا مثل مساعدة شخص محتاج في الشارع أو تبادل حديث مع شخص غريب يعكس معاني من الحب والتفاهم.

 

في زمن أصبح فيه الناس مشغولين إلى حد كبير، يمكن لتصرف بسيط من هذا القبيل أن يثير التعجب ويذكرنا بجمال الروابط الإنسانية.

 

التعجب من المعجزات العلمية

 

العَجَب أيضاً يأتي من عوالم العلم والتكنولوجيا. عندما نتأمل في الإنجازات التي تمكّنّا من تحقيقها، سواء في مجال الفضاء أو الطب أو التواصل،

 

نشعر وكأننا في حلم. من الصعب ألا نتعجب عندما نفكر في كيف تمكن الإنسان من استكشاف الفضاء،

أو كيف يمكننا اليوم إجراء عمليات جراحية دقيقة عبر الروبوتات،

أو حتى كيف يُمكننا التواصل مع أي شخص في أي مكان في العالم عبر شاشة صغيرة.

 

التعجب في مواقف الحياة الصعبة

 

لكن هناك نوع آخر من العجب، وهو التعجب الذي ينشأ من الصمود أمام التحديات.

 

عندما نواجه الصعاب في حياتنا، يمكننا أن نندهش من قدرتنا على التكيف والتحمل. فالأزمات والضغوط ليست مجرد عواقب تواجهنا،

 

بل هي أيضاً فرص لنكتشف قوتنا الداخلية التي لم نكن نعلم بوجودها من قبل.

 

هذا النوع من التعجب هو الذي يثير فينا شعورًا بالامتنان على الرغم من كل شيء.

 

وفى خاتمة المقال أود أن اوضح

التعجب ليس فقط شعوراً عابراً،

بل هو حالة من الوعي بالحياة بكل تفاصيلها. في عالمنا المزدحم،

 

نحتاج بين الحين والآخر أن نتوقف و نتأمل، أن نتعجب من الأشياء التي قد نعتبرها صغيرة أو عادية.

فالحياة مليئة بالعجائب، وعلينا أن نفتح أعيننا جيداً لنراها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock