
من هنا ينطلق الفخر.. الصرح يمثل تتويجاً لجهود صون الإرث الإنساني وتقديمه للعالم.
لحظة تتجاوز الإفتتاح
المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح معماري ضخم أو مستودع للآثار بل فصلاً جديداً في كتاب تاريخنا الذي لا ينتهي إنها لحظة تتجاوز حدود الإفتتاح التقليدي لتصبح إعلاناً عالمياً عن هوية أمة ورسالة تأكيد بأن الحضارة ليست ماضياً يُروى بل هي نبع متدفق للإلهام والإبداع.
هذا الصرح الذي وُلد من رحم الإرادة والتصميم يمثل تتويجاً لجهود وطنية مخلصة هدفها الأسمى هو صون الإرث البشري وتقديمه للأجيال القادمة وللعالم بأكمله في أبهى صورة وأكثرها تفاعلية.
المتحف: جسر بين الأمس والغد
المتاحف الكبرى هي الذاكرة الحية للأمم، لكن ( المتحف المصري الكبير) يختلف فهو ليس حافظاً للماضي فحسب بل هو جسر يمتد من العصور الغابرة إلى المستقبل الرقمي والمعرفي لقد تم تصميم هذا المتحف ليكون مركزاً ثقافياً وتعليمياً متكاملاً يمزج بين العرض التقليدي للكنوز وبين أحدث تقنيات المتاحف العالمية.
إن كل قطعة أثرية هنا لا تُعرض بمعزل بل تروي قصة وتُكمل فصلاً من ملحمة إنسانية عظيمة هذا الترتيب المنهجي والتفصيلي يمنح الزائر سواء كان باحثاً أو طالباً أو سائحاً تجربة غامرة تُعمق فهمه للحضارة وتأثيرها الممتد.
القيمة الوطنية والدور التنويري
افتتاح هذا المتحف يحمل قيمة وطنية لا تُقدر بثمن. إنه يعزز الشعور بالإنتماء والفخر لدى الشعب ويؤكد على مكانتهم الريادية في سجل التاريخ الإنساني هذا الإنجاز الضخم يمثل دافعاً قوياً للشباب للبحث والتعمق في تراثهم ولبناء مستقبل يليق بعظمة هذا الإرث.
كما أن المتحف يلعب دوراً تنويرياً أساسياً فهو ليس مقصداً سياحياً وحسب بل هو مدرسة مفتوحة تدرس فيها الأجيال فن الإدارة وعبقرية التصميم وقيمة العمل المتقن إن رؤية هذا الكم الهائل من الإبداع المنظم يُشعل شرارة الإلهام نحو بناء أجيال منتجة وواعية.
رسالة للعالم أجمع
مع هذا الافتتاح تطلق الدولة المصرية رسالة واضحة للعالم نحن دولة تقدر تاريخها وتستثمر في ثقافتها وتحتضن الإنسانية جمعاء. في عالم متسارع الخطى يقدم المتحف دعوة للتوقف والتأمل والتواصل مع جذورنا المشتركة.
ومن هنا أدعو الجميع لزيارة هذا الصرح ليس لمشاهدة الآثار فحسب بل للإحتفاء بالإنسانية التي نحملها جميعاً فليكن هذا المتحف نقطة التقاء للحوار الثقافي ومنارة تُضيء درب التفاهم والتعاون بين الشعوب.
هذه بداية الرحلة
إن افتتاح المتحف المصري الكبير هو البداية وليست النهاية إنها خطوة جبارة على طريق المحافظة على الهوية وتعزيز مكانتنا الثقافية عالمياً ليظل هذا المتحف شاهداً على العظمة ومُلهمًا للأجيال و قلباً جديداً ينبض بالذاكرة الوطنية.



