
بقلم: طارق فتحى السعدنى
وسط أبواق السيارات وضجيج الحياة اليومية، تمضي مصر بخطى حذرة بين مفترقين واقع اقتصادي ضاغط، وأمل لا ينكسر في قلوب البسطاء. ورغم قسوة الأرقام والظروف لا تزال العيون تلمع كل صباح بشيء يشبه الإيمان أو ربما العناد.
لنرى من يتجول في الأسواق الشعبية اليوم لا يحتاج إلى تقارير اقتصادية. الأسعار تتحدث والوجوه تروي.
البعض يشتري نصف الكيلو بدلاً من الكيلو، وآخرون يتبادلون الوصفات التي “تغني و تجدي” بميزانية أقل.
ولكن الغريب في المشهد ليس فقط التكيف،
بل الدعابة التي لا تنفك تخرج من بين شفاه البائعين رغم ضيق الحال: “احنا نضحك علشان ما نبكيش”.
وفي المقاهي وعلى سلالم العمارات، يجلس شباب في مقتبل العمر، يحملون أحلاما تفوق حجم المكان.
حديثهم لا يخلو من ذكاء وتحليل سياسي واقتصادي، لكن نهايته غالبا ما تكون بسؤال واحد: “و هنعمل إيه؟”.
ورغم قلة الفرص نجد من يحول هاتفه إلى مصدر دخل،
ومن يحترف حرفة على “اليوتيوب”، ومن يسافر داخل مصر بحثًا عن بداية.
ومن ثمه لا أحد ينتظر الحلول من فوق من ابتكر “شنطة رمضان” الجماعية هو المواطن،
ومن نظم قوافل الخير هو ابن الحي في هذا الوطن،
يتكئ الناس على بعضهم حين تهتز الأرض من تحتهم.
هم ليسوا ضد الحكومة ولا معها تماما. بل مع البقاء. ومع الاستمرار.
ومن خلال مقالى هذا أحب أن ابعث برساله ينطقها لسان كل مواطن يعانى من ضغوط الحياة مصر التي لا تروى في نشرات الأخبار
الواقع أصعب مما يقال لكنه ليس قاتما كما يراد له أحيانا. فهذه البلاد لها قدرة نادرة على النجاة. قد يكون السر في أم تعجن الخبز وتغني، أو في طفل يبيع المناديل ويحلم أن يكون ضابطا أو في معلمٍ لم يترك المدرسة رغم قلة المرتب.
واخيرا وليس اخرا مصر الآن في لحظة تحتاج إلى عقلٍ شجاع يقرر، ويدٍ صادقة تعمل، وقلبٍ لا يخشى قول الحقيقة. المستقبل ليس مضمونا، لكن ما هو مؤكد أن من عرف كيف يعيش بأقل القليل قادر أن ينهض بأكثر القليل
احسنت معالي المستشار طارق فتحي السعدني واخيرا وليس اخرا مصر الآن في لحظة تحتاج إلى عقلٍ شجاع يقرر، ويدٍ صادقة تعمل، وقلبٍ لا يخشى قول الحقيقة. المستقبل ليس مضمونا، لكن ما هو مؤكد أن من عرف كيف يعيش بأقل القليل قادر أن ينهض بأكثر القليل