متابعة: نيفين صلاح
تحتفل مصر اليوم بعيد السيدة مريم العذراء، الذي يُعد من أهم الأعياد الدينية التي تحمل في طياتها معاني الروحانية والطهارة والإيمان العميق. تأتي هذه المناسبة المباركة لتعزيز قيم المحبة والتسامح بين جميع أطياف المجتمع المصري، حيث تصف الآيات القرآنية السيدة مريم بأنها “اصطفاها وطهّرها على نساء العالمين” (سورة آل عمران: 42)، مما يعكس مكانتها الرفيعة في التراث الديني الإسلامي والمسيحي على حد سواء.
ويشهد دير العذراء بجبل الطير في محافظة المنيا، أحد أبرز المعالم الدينية المقدسة، إقبالًا واسعًا من المؤمنين الذين يتوافدون من مختلف المحافظات، للصلاة وطلب البركة، وللاحتفال بهذه المناسبة الروحية الهامة. يُعد الدير من الأماكن التي تحافظ على تراث ديني عميق يعكس تاريخًا طويلًا من الإيمان والصلاة والتواصل الروحي بين الأجيال.
ويمثل هذا العيد فرصة مهمة لتأكيد التعايش السلمي والتلاحم الوطني بين المصريين بمختلف طوائفهم، حيث تؤكد مصر من خلال الاحتفال به على قيم الوحدة الوطنية التي تتجاوز الانتماءات الدينية، وتحتفي بما يجمع الشعب من تراث روحي وثقافي مشترك.
وفي ظل الأجواء الاحتفالية، تؤكد المؤسسات الدينية والاجتماعية على أهمية استمرار الحوار والتعاون بين مختلف الفئات، للحفاظ على النسيج المجتمعي وتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد. كما يمثل عيد السيدة مريم دعوة مستمرة للتأمل في قيم الطهارة والرحمة والعدالة التي تعبر عنها شخصيتها المقدسة.
تظل مصر، من خلال احتفالها بهذا العيد، منارة للسلام والمحبة والتسامح في المنطقة، تؤكد عبر هذه المناسبات الدينية على مكانتها كدولة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتحترم التنوع الثقافي والديني الذي يميز شعبها.
