مقالات وآراء

مصر.. نَبْلُ القيادة وصِناعةُ السلام

هبة النجار ، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

في وقتٍ تعالت فيه أصواتُ السلاح، وتغيبت الحكمةُ خلفَ غبارِ الصراع، ظلُّت مصرُ – أرضُ الأنبياء ومهدُ الحضارات – منارةً للسلام، وضميرًا للعدل، وصوتًا للإنسان حين يضيع صوته بين طبول الحرب.

لم تكن يومًا دولةَ أطماعٍ أو مغانم، بل كانت وما زالت أمَّ النبلاء، وحاضنةَ الرسالات، وصانعةَ المواقف التي تُعيد للعالم اتزانه وإنسانيته.

فالسلامُ في وجدان أبناء مصر ليس شعارًا يُرفع في الميادين،ولا حديثًا عابرًا في المحافل، بل هو عقيدةٌ راسخةٌ تنبع من إيمانٍ عميقٍ بأن العدل هو الأصل، وأن الكرامةَ الإنسانية لا تُجزَّأ، وأن القوةَ الحقيقية تكمن في الرحمة لا في البطش.

ومنذ أن تَولّى فخامةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية القيادة، اتّخذ من السلام منهجًا ومن الإنسانية مبدأً؛ فكانت مصر تحت رايته صوتَ العقل حين يصمت الآخرون، ودرعَ الضعفاء حين يخذلهم العالم.

قاد فخامته معارك الدبلوماسية بثباتٍ ورؤيةٍ رصينة، وجعل من الحقِّ بوصلةً، ومن الكلمةِ سلاحًا، ومن التنمية طريقًا لسلامٍ دائمٍ تُعمَّر به الأوطان وتُصان به الكرامة.

وفي مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وقف الرئيسُ السيسي موقفَ النبلاء، رافضًا سلامَ الاضطرار أو تهجيرَ شعبٍ من أرضه، مؤكّدًا أن السلامَ الحقَّ لا يُبنى على جثث الأبرياء، ولا يزدهر في ظلِّ احتلالٍ أو قهر.

وقال فخامته من قلب القاهرة:إن السلام العادل هو وحده الذي يحفظ الكرامة ويعيد الحقوق إلى أصحابِها، ويمنح الشعوب أمنها في أرضها.

وهكذا، ظلت مصر – بقيادتها الحكيمة – منارةً للإنسانية وصاحبةَ الكلمة الوازنة، لا تنحازُ إلا إلى العدل، ولا تنطقُ إلا بالحق، ولا تسعى إلا إلى ما يُعلي من شأن الإنسان وكرامته.

إن أبناء هذه الأرض الطيبة هم جنودُ السلام الحقيقيون؛ يُطفئون نيران الكراهية، ويغرسون الأمل، ويصنعون بالرحمة مجدًا لا تصنعه المدافع.

وسيظل صوتُ مصر – ما بقي الليلُ والنهار – صوتَ السلام في عالمٍ مضطرب، وصوتَ العدل في زمنٍ تباينت فيه الأصوات.

ومن أرضها المباركة، يخرج نداء السلام إلى العالم أجمع.

فمن أجل غزة، ومن أجل المظلومين في كل مكان في هذه الأرض،أدعوا الله أن يأتي يوما نرى فيه أطفال غزة يتمتعون بطفولتهم يمرحون ويلعبون مثل أطفال الدنيا، يلوحون

للسلام بأغصان الزيتون ، ويتنفسون تراب الوطن، ويرسمون بأيديهم الصغيرة، فجر سلام جديد ونسألُ الله أن يملأ القلوبَ سلامًا،ورحمة ويهدي البشريةَ إلى دار السلام.

﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾

[يونس: 25]

هبة النجار ، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock