الحمد لله رب العالمين أذن أن ترفع بيوته وأشهد أن لا إله إلا الله القائل “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حث على إبعاد بيوت الله عن غير ما بنيت له، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن أمور البيئة، ومن أهم الأمور التي ينبغي علي الإنسان المسلم أن يبحث عنها لمعرفة ما يخص البيئة في الإسلام وكيف نتعامل معها من المنظور الديني، هو معرفة مقاصد الشريعة وصلتها بالبيئة، وكيفية عناية الفقه الإسلامي بالبيئة، ومعرفة وسائل حماية البيئة بين الشريعة والإتفاقيات الدولية، فإن كشفت هذه الدراسة عن جوانب عناية الفقه الإسلامي بالبيئة، وأبرزت مدى الصلة بين مقاصد الشريعة وقضايا البيئة، وأسهمت في حل المشكلات.
التي يعاني منها المجتمع الإسلامي المعاصر، بل العالم كله، فإنها تكون قد حققت الغرض منها، واعلموا أن بالبحث عن مفهوم البيئة وأهم عناصرها، وبالرجوع إلى المعاجم اللغوية إتضح أن الأصل اللغوي لكلمة بيئة هو الجذر وهو لفظ بوأ وقال في لسان العرب بوأ، أي باء إلى الشيء ومعني يبوء أي رجع، وأما معني الباءة فهي النكاح أو الزواج، والاسم البيئة، وتبوأت منزلا أي نزلته، ومنه قوله تعالى ” والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم ” وجعل الإيمان محلًا لهم، وقد يكون أراد وتبوءوا مكان الإيمان، وبلد الإيمان، فحذف، ومن المعاني السابقة يظهر أن الفعل بوأ يدور حول عدة معاني وهي تهيئة المنزل، وبمعنى رجع، وكذلك بمعنى النكاح، وبمعنى الحالة، وأما في الإصطلاح فقد تعددت تعريفات الباحثين، لكن التعريف الواضح هو أن البيئة هي المحيط الذي يعيش فيه الإنسان.
وهذا المحيط أو هذه البيئة تشمل عدة جوانب هي البيئة الطبيعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الاجتماعية، وكل ما يحيط بالإنسان من عناصر أو ظروف أو أشياء أو أحداث تؤثر فيه سلبا أو إيجابا، فالبيئة إذن منظومة متكاملة من المؤثرات المختلفة، التي تتفاعل مع بعضها البعض، وتتبادل عملية التأثير في أحوال بني الإنسان، فتخلق الفقر والغنى، والصحة والمرض، والتقدم والتخلف والعلم والجهل، والخير والشر، والصلاح والفساد، وغير ذلك، وذكرت المصادر هنا التعريف الذي إختاره واضع قانون البيئة المصري، رقم أربعة لسنة ألف وتسعمائة وأربعة وتسعون ميلادي، حيث عرفها بأنها المحيط الحيوي الذي يشمل الكائنات الحية، وما يحتويه من مواد، وما يحيط بها من هواء وماء وتربة وما يقيمه الإنسان من منشآت، وكما أشار بعض الباحثين من أن المعنى اللغوي.
لكلمة البيئة يكاد يكون واحدا بين مختلف اللغات، فهو ينصرف إلى الوسط الذي يعيش فيه الكائن الحي بوجه عام، كما ينصرف إلى الظروف التي تحيط بذلك الوسط، أيا كانت طبيعتها، ظروفا طبيعية أو إجتماعية أو بيولوجية، والتي تؤثر على حياة ذلك الكائن ونموه وتكاثره، وعند النظر في تاريخ العناية بالبيئة يلاحظ أن البيئة قديمة قدم الإنسان ذاته حيث كانت أول حادثة بيئية هي قتل أحد ابني آدم لأخيه، ثم عجزه عن التصرف في جثة أخيه، حتى بعث الله تعالي غرابا يعلمه كيف يتصرف في الجثة، ومن ذلك الوقت أخذت قضية البيئة تنمو شيئا فشيئا مع نمو حياة الإنسان وتطورها، ومن الطبيعي أنه منذ عقود طويلة من الزمن، كانت المشكلات البيئية محدودة للغاية إذ الحياة في غاية السهولة والبساطة، والنمو البشري يتصاعد بصورة غير مقلقة.
والموارد الطبيعية في أغلب البلدان تغطي حاجة أهلها وتزيد عليهم، ولم يكن غريبا أن تبلغ مصر على سبيل المثال في عصر الفراعنة مبلغا كبيرا في الثروات والموارد الطبيعية، إلى الحد الذي وصفه القرآن الكريم في قول الله تعالى عن قوم فرعون كما جاء في سورة الشعراء ” فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم ” بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وأجارني وإياكم من خزيه وعذابه الأليم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.


