منتدى الأسرة العربية الثاني يناقش الذكاء الاصطناعي وصحة الأسرة في عصر التحول الرقمي
علاء حمدي

عُقد المنتدى الثاني للأسرة العربية للتنمية، الذي ينظمه مجلس الأسرة العربية للتنمية – أحد مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئية – بمقر جامعة الدول العربية، تحت عنوان:
«الإعلام الأسري والتحول الرقمي نحو وعي آمن ومستدام»،
برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز، الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئية، وبمشاركة الدكتورة أمل إبراهيم، رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية.
وشهد المنتدى مشاركة رفيعة المستوى من الخبراء والأكاديميين، حيث شاركت الأستاذة الدكتورة نيفين مكرم لبيب، نائب رئيس الجمعية المصرية لنظم المعلومات وتكنولوجيا الحاسبات، ورئيس قسم الحاسب الآلي ونظم المعلومات بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، بورقة علمية مهمة بعنوان:
«الذكاء الاصطناعي وصحة الأسرة: بناء أجيال عربية بمعايير المستقبل».
وخلال كلمتها، أكدت د. نيفين مكرم أن الأسرة تمثل حجر الأساس لأي تنمية حقيقية، وأن الاستثمار في صحتها هو استثمار مباشر في مستقبل المجتمعات العربية، مشيرة إلى أن التحولات الرقمية المتسارعة تفرض إعادة التفكير في آليات الرعاية الصحية التقليدية، والانتقال من العلاج إلى الوقاية والتنبؤ المبكر.
وتطرقت إلى أبرز التحديات الصحية التي تواجه الأسرة العربية، وعلى رأسها التفاوت في فرص الحصول على الخدمات الصحية، وتزايد معدلات الأمراض المزمنة، وضعف الاعتماد على الرعاية الوقائية، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا تقنيًا، بل أداة استراتيجية قادرة على سد هذه الفجوات.
واستعرضت د. نيفين نماذج عملية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في دعم صحة الأسرة، خاصة في مجالات صحة الأم والطفل، ومتابعة الحمل عن بُعد، وإدارة الأمراض المزمنة داخل المنازل، إلى جانب دوره المتنامي في دعم الصحة النفسية وكسر حاجز الوصم المجتمعي المرتبط بطلب المساعدة النفسية.
كما شددت على أهمية تبني رؤية عربية مشتركة لحوكمة البيانات الصحية، تحفظ الخصوصية وتضمن الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا، إلى جانب ضرورة الاستثمار في إعداد كوادر بشرية قادرة على الدمج بين الطب وعلوم البيانات، وتوطين حلول ذكية تراعي اللغة العربية والخصوصية الثقافية للأسرة العربية.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة تاريخية أمام العالم العربي، إما أن يكون شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل الرعاية الصحية، أو يظل متلقيًا لتجارب الآخرين، داعية إلى تكاتف الجهود العربية لضمان أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان والأسرة، لا العكس.



