في الظلام الطبي، حيث تتصارع ظلال اليأس مع بصيص ضوء الأمل، كان سامح يحمل بأنامله ألمًا يشبه نسيج الخيوط المتشابكة.
بين أرضية المستشفى البيضاء وجدرانها والغرفة المميزة ٤٠٦ الباردة، كتب حكايته ببساطة وبألوان متباينة على جدرانها عاقدا العزم على الخروج منها .
في رحلته الشاقة، كانت تتناغم ملامح وجهه المتعبة مع لحن المحبة الذي نسجوه حوله.
كل طبيب وممرضة كانوا أبطالًا يناضلون ضد زمن لا يعرف الرحمة. وفي خضم الألم، ازدهرت قصة المريض كقصيدة مؤثرة تحاكي الجراح والأمل، فتترك في قلوب الحاضرين آثارًا لا تنسى.
بينما تتراقص أضواء الممرضات على جدران الغرفة، انفتحت صفحات الحياة والوداع كملحمة درامية.
في لحظات الهدوء الصامتة، تعانقت أيدي الأطباء باليأس والأمل، وعندما اندلعت عواصف الألم، كانت عيونهم تحمل رؤية لحظة انتصار مدفوعة بالتضحية.
وفي هذا العرض المسرحي الحي، انبثقت قوة الإرادة والصمود من دماء المريض كفنار مضيء في الظلام على أرض الغرفة لتنذر بكارثة ليأخذنا في رحلة مليئة بالمشاعر المختلطة من الحزن إلى البسمة، وتجعلنا ندرك قوة الروح الإنسانية في مواجهة تحديات الحياة.
وفي تلك اللحظات الأخيرة، حيث تلتقي السماء بالأرض، انفتحت أبواب السماء لاستقبال روح المحارب الذي قاوم الظلمة بشجاعة. وبينما ارتسمت الوداعات الحزينة على وجوه الطاقم الطبي، كان هناك فهم عميق لأهمية هذه القصة في تغيير حياة كل من شاهدوها.
وبينما كل الأجهزة متشابكة عاقدة العزم على إعطاء قبلة التنفس الصناعى كانت هناك قبلة أخرى من نوع خاص جعلته يبقى على قيد الحياة متعلقة أنفاسه بها وبصوتها الرقراق تمسك بكلتا يديه تستعطفه للبقاء والإفاقة من غيبوبته
فى حين هو هائم بها ويدور فى خيالاته هو وحده ليلة عرسهما وكيف كان القمر ملك يديه والعيون الحاقدة حوله لماذا أنت وليس نحن ؟
فى حين هناك عين دامعه تنظر إليه بقلب ملهوف وهى تعد سنوات العمر وتضيف إليها تسعة أشهر كان ملكها فقط ومازالت تمسك بألبوم صوره وتغيظه بها ستراها عروسك فى الوقت المناسب .
تتسارع دقات قلبه فجأة وهو يجرى ورائها ويستعطفها أمى لا
فتتسارع أكثر وأكثر دقاته ليعطى جرس إنذار بأن حياته فى خطر .
لتمتلئ الغرفة بطاقم التمريض بجهاز الصدمات الكهربائية فى محاولات مستميتة لإنعاشه ،وهى لازالت تضرب الأرض بقدميها وتصرخ أن يفيق لها وألا يتركها وحيدة فهو خائن لوعوده،
لتطعطى صافرة الجهاز انذار تلو الآخر وفجأة يعود كل شئ لمساره الطبيعى ودقات قلب منتظمة لتعلن لها أنه مازال على العهد .
في مواجهتة للسرطان في مراحله المتأخرة، يحارب سامح بإرادة فولاذية وروح صلبة. تحوّلت الأيام إلى ساحة معركة، حيث استخدم كل قوته ليتغلب على الألم والضعف. تحت ظلال المراحل المتقدمة من المرض، أصبحت كل لحظة لديه قيمة لا تُقدر بثمن.
ليعانى بصمت، لكنه يرفض الانكسار،ويعتمد على شجاعته فيتأرجح بين لحظات الألم وتلك اللحظات النادرة من الراحة، ولكنه بنى قصرًا من الأمل في قلبه يمنحه القوة لمواجهة كل صعوبة.
مع كل نظرة من عيونه، لمنار صمود واستعداد لمقاومة المحن.
كان يجد الجمال في تفاصيل الحياة فى عينيها الدامعتين فى الظلام الدامس رآها بملئ عينيه
خارت قواه بعد الصمود وبدأ اليأس والتعب يتسلل لقلبه وبدأ ترجيع دماء كثيرة مما استلزم دخوله العناية المركزة
في غرفة العناية المركزة، حيث يتداخل صخب الأجهزة الطبية مع صمت الألم،
وسط أصوات الأجهزة الطبية ورائحة الكلور،
التى تعبق المكان تنقلب صفحات حياته إلى فصل جديد.
ليحمل وطاقم الرعاية أعباء الأمل والإحباط بشكل مشترك فتحوّلت الغرفة إلى مسرح لرواية القوة والضعف، حيث شهدت الجدران مشهدًا يرسم قوة الروح التي تتحدى الظروف.
ومع كل ضربة قلب ترسم معركة الحياة، علاقة قوية بين سامح وفريق الرعاية وعيون منار وأمى مازالت تعد سنوات العمر على أصابع اليد وتدعو بالأخرى حلقة أمان ممنوع الاقتراب لتجبره على مواجهة تحديات المرض بكل شجاعة وصمود ليفيق يجد نفسه بين جدران الغرفة بستائرها الرمادية وقلب يسكن الطرف الآخر من الغرفة أعطى رقم ١ .