مقالات وآراء

من الحرمان أن نقرأ كل شيء إلا القرآن

بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فكشف الله به الغمه وطرقنا على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الي هالك أمَّا بعد
فالقرآن الكريم هو كتاب الله المبين والتنزيل الحكيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فلقد أُحكمت آياته ثم فصِّلت من لدن حكيم خبير لِيُخرج الله بها الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم وهو الحقُّ القاطع والنور الساطع المستقيم والمنهج القويم الذي فرض الله على العباد أن يؤمنوا به ويهتدوا بهديه وينتهجوا سبيله ويلزموا طريقه في الأقوال والأعمال وسائر الشؤون والأحوال ولم ينزل سِفرًا في التاريخ أو العلوم أو الأدب أو غيرها من المعارف الإنسانية وإنما نزل لهداية البشرية جمعاء ويُعد أدق وثيقة سماوية بين يدي المجتمع البشري
وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن ورغب فيها فقال (تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير تحاجَّان عن أصحابهما وعليكم بسورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة) صدقت يا سيدي يا أبا القاسم يارسول الله حيث بشَّر صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة فقال (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) .
– فالقرآن نور
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ وقال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ و سُمِّي القرآن نورًا لأنه يُضيء الحقَّ ويُحيل ظلمات الجهل والشك والشرك والكفر والأخلاق السَّيئة وأنواع المعاصي إلى نور العلم والإيمان والأخلاق الحسنة.قال الله تعالى ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
– والقرآن حياةٌ للمستجيبين له
قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) .
– والقرآن يهدي للتي هي أقوم
قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ و ﴿ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾؛ أي: يهدي للطَّريقة التي هي أسدُّ وأعدل وأصوب. وهذه الآية العظيمة أجمل الله جلَّ وعلا فيها جميع ما في القرآن من الهدى إلى خير الطرق وأعدلها وأصوبها .
– والقرآن كتاب مبارك
وَصَفَ الله تعالى كتابه العظيم بأنه مبارك في أربعة مواضع وهي: قوله تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ وقال تعالى﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ وقال تعالى﴿ وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴾ وقال تعالى ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) .
– والقرآن تبيانٌ لكل شيء
قال الله تعالى ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) .
– والقرآن فَضْلُ الله المُفْرِح لعباده:
قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ .
– والقرآن هدى ورحمة وبشرى للمسلمين
قال الله تعالي ( وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
– والقرآن بصائر للمؤمنين
قال الله تعالى ﴿ هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾
وقال تعالى( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذلك هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) .
– وقال الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) .
ووصفه في أم الكتاب بأنه عليٌّ حكيم في قول الله تعالى(وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) .
– والقرآن تنزيل رب العالمين
قال تعالى (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ *نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين ) .
وأنه أفضل الكتب السماوية.
نزل به أفضل الرسل وأقواهم، جبريل الأمين على وحي الله تعالى
– نزل على أفضل الخلق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)
ونزل لأفضل أمة أخرجت للناس أمة الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.
– نزل بأفضل الألسنة وأفصحها وأوسعها وهو اللسان العربي المبين قال الله تعالى
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) .
قال الله تعالى (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور ).
– وتلاوة كتاب الله من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه قال الله تعالى(إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور)
– وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) .
فمن الحرمان أن نقرأ كل شيء إلا القرآن وفقني الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح لدين الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock