
في ظل الزخم الكبير الذي تشهده الساحة السياسية استعداداً لانتخابات مجلس النواب ٢٠٢٦، تتعدد اللقاءات، وتتكاثر التحركات، وتشتد المنافسة بين المرشحين، سواء ضمن القوائم الحزبية أو من المرشحين الفرديين والمستقلين.
ومع كل ذلك، لا يزال الشارع السياسي يعيش حالة ترقّب وانتظار للإعلان الرسمي عن القوائم الحزبية، رغم ما يتردد من شائعاتٍ متضاربة حتى هذه اللحظة، مما زاد من حدة التوتر والجدل بين المتابعين والمترقبين لما ستسفر عنه الأيام القليلة القادمة.
🇪🇬 ومع كل ما يدور من صراعاتٍ ومحاولاتٍ وسعيٍ واجتهاد، يبقى الإيمان بالقدر هو الفيصل والحصن الآمن؛ فما كُتب من الأزل سيكون، ومن أراد الله له أن يتحمل مسؤولية خدمة الوطن فسيُساق إليها بقدرٍ لا يُخطئه، لأنه اختيار إلهي قبل أن يكون قراراً بشرياً.
🌿 إن من سيحمل أمانة النيابة عن الشعب عليه أن يُدرك أن المسؤولية تكليف لا تشريف، وأنها عهدٌ أمام الله والوطن والمواطن، سيُحاسب عليه أمام خالقه قبل أن يُسأل أمام الناس. وندعو الله أن يُعين من اختير لهذه المهمة على أدائها بإخلاصٍ وعدلٍ وحكمة، وأن يوفقه لأن يكون عند حسن ظن الشعب الذي منحه ثقته.
⚖️ وأما من لم يُقدَّر له أن يكون ضمن هذا السباق، فليعلم أن العطاء لا يتوقف بموقعٍ أو منصب، وأن خدمة الوطن لا تقتصر على مقعدٍ في البرلمان، فالساحة واسعة والأبواب مفتوحة، والعمل من أجل الوطن لا زمان له ولا مكان، ومن كانت نيته خالصة لخدمة بلده، فسيجد طريقه في ميادين كثيرة تُثمر عملاً نافعاً ودعاءً صادقاً.
وأما من كانت غايته مصلحة شخصية أو منفعة ذاتية، فإن الله لطف به إذ صرف عنه ما قد يُثقله أو يضره، فربّ عطاءٍ في المنع، وربّ خيرٍ في الابتعاد عن طريقٍ لم يُكتب له.
إننا نناشد أصحاب القرار في الساعات الأخيرة من الاختيار أن يتقوا الله في هذا الوطن العزيز، وأن يجعلوا المصلحة العامة فوق أي اعتبار، وأن يُقدّموا الكفاءة والضمير والقدرة على خدمة الناس، فالمناصب تزول، ويبقى العمل الصالح هو الذي يخلد في ذاكرة الوطن.
وندعو الله أن يُلهم القائمين على الاختيار الصواب، وأن يوفق كل من يخوض هذه التجربة من أجل رفعة الوطن وخدمة المواطن، وأن يجعل هذه الانتخابات خطوة جديدة في طريق الوعي والبناء والنهضة، فالوطن يستحق منا أن نخلص له القول والعمل.
اللهم ولِّ على وطننا من يصلح، واهدِ الجميع لما فيه الخير لمصر والمصريين.
DrEng Medhat Youssef Moischool خطى الوعي