
استيقظ العالم صباح أمس على خبر تناقلته كافة وكالات الأنباء بتعرض متحف اللوفر لعملية سطو طالت كنوزًا لا تقدر بثمن، حيث كانت المسروقات معروضة في قاعة «أبولو» والتي تحتضن مجوهرات التاج الفرنسي منذ القرن السابع عشر،
وإذا كان تاج الإمبراطورة أوجيني قد أفلت من أيدي أفراد العصابة أثناء فرارهم من المكان، فإنهم نجحوا في انتزاع تيجان أخرى، وأطقم من الحلي ذات القيمتين التاريخية والمادية، ومنها تاج ثانٍ مرصع باللؤلؤ، وعقدة بديعة للخصرأحجار السفير يعودان للملكتين ماري إميلي، وهورتانس، وقلادة مع قرط من الزمرد تعود للملكة ماري لويز.
اللافت أن أغلب المسروقات كانت في الأصل مجوهرات فاخرة تعود للإمبراطورة أوجيني، زوجة الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث، ابن شقيق نابليون بزنابرت، والذي حكم فرنسا بين عامي (1848 و1870م)، رئيسا ثم إمبراطورًا، قبل هزيمته وأسره في الحرب الفرنسية البروسية التي خاضها ضد رئيس وزراء ألمانيا أوتو فون بسمارك، الذي سعى لتوحيد ألمانيا تحت الهيمنة البروسية، وفي يوليو 1870، وتحت ضغط من الرأي العام،
أعلن نابوليون الحرب على بروسيا على مضض، لكن الجيش الفرنسي مُني بهزيمة سريعة، وأُسر نابوليون في معركة سيدان، وسُرعان ما خُلع من منصبه،وأُعلنت الجمهورية الفرنسية الثالثة في باريس. وبعد إطلاق سراحه من الأسر الألماني، نُفي إلى إنجلترا، حيث توفي في عام 1873.
لكن الإمبراطورة أوجيني صاحبة المجوهرات المسروقة قد زارت مصر في رحلتين، الأولى هي الرحلة الساحرة في 16 نوفمبر 1869م، والثانية السرية عام 1905م، وبينهما فترة تقدر بأكثر من 47 سنة، وهي الرحلة التي جعلت لياليها، وهي تسير في محافظات مصر، ليال صاخبة، فقد استمعت للمغنية الشهيرة ساكنة أستاذة المغنية الشهيرة ألمظ، وشاهدت الرقص الشرقي، ثم أعد لها الخديو إسماعيل مركب رمسيس، إحدى مراكب البوستة الخديوية، كي تقلها في رحلاتها العديدة لكل محافظات مصر من الجيزة حتى الأقصر ومعبد دندرة بقنا بصعيد مصر.
أوجيني دي مونيتو كوتيسه هو اسمها، وقد ولدت فى شهر مايو 1826م فى إسبانيا، وقد أًعجب بجمالها وذكائها الإمبراطور نابليون الثالث وتزوجها في شهر يناير عام 1853م



