
مَن يُفتِني، يا مَعشَرَ الأنصارِ؟
يا عاشِقي المُصطفى المُختارِ
عن عاشقٍ قد شفَّهُ عشقٌ لِمَن
تَحيا بِحُبِّ مسيحِها بِوَقارِ
ما فيها جَعجَعةٌ ولا جُندِيَّةٌ
للرَّبِّ أو شَكَرتْ قُوَى آذارِ
لٰكِنْ رأتْ أنَّ الخَلاصَ مكانُها
والمَجدَ في تَركِ الخُضوعِ لِجارِ
بل إنَّ جوزيفَ الزعيمَ برأيِها
نَعْلٌ تَمَزَّقَ في دُروبِ العارِ
وُلِدَتْ طَرابُلْسيَّةً، وتَنَفَّسَتْ
عِزَّ الجنوبِ بِشَهقَةِ الأحرارِ
جَبِينُها شَمسٌ يُشِعُّ قَداستًا
لَهُ العُيونُ تَخِرُّ في إكبارِ
هي كَعبةٌ تَهْوى القلوبُ جَلالَها
لكنَّها لَيسَتْ مِنَ الأحجارِ
والوَحمةُ السّوداءُ تلك بعُنقِها
كأنهـــا حجرٌ عظيم يُـــــــزارِ
تَتَراقَصُ الألفاظُ بينَ شِفاهِها
فَتُصيبُ مَن أَصغى لها بِسُكارِ
باللهِ، قُولوا: هل مُباحٌ قُربُها؟
أم ذَنبُهُ يُفضي بِنا لِلنارِ؟