مقالات وآراء

نحو الهدف

بقلم: مسعد حسني عبدالمقصود

المرشح الأفضل…

وصوت وطن يتشكل بالمشاركة

في الوقت الذي نعيش فيه المرحلة الأولى للاستحقاق الدستوري لانتخاب أعضاء مجلس النواب المصري 2025، يتجدد السؤال الجوهري الذي ينبغي أن ينتبه إليه كل مواطن يحمل هذه الأرض في وجدانه:

من هو المرشح الذي يستحق صوتك؟

في الحقيقة، هذا ليس سؤالاً بسيطاً، ولا شأنه شأن حديث المجاملة والانطباع اللحظي.

بل هو سؤال يرتبط بمصير وطن، وحياة أجيال، وكذلك موقع مصر في خريطة المستقبل.

إن مجلس النواب ليس غرفة نقاش أو منصة مجاملة… بل إنه مؤسسة رقابية وتشريعية تراجع، وتعدل، وتُحاسب، وتقرر، ليس هذا فحسب، بل

إنه الجسر الدستوري الذي تمر عبره إرادة الدولة إلى صياغة قوانين عصرية، ومنظومات تنظيمية قادرة على تجاوز التحديات، واستثمار الفرص، وتعزيز الاستقرار.

ومن هنا، فإن صوت المواطن — في لحظة الاقتراع — ليس مجرد “خانة” تُعلَّم في ورقة. إنه مساهمة مباشرة في إعادة تشكيل الوعي السياسي، وإعادة إنتاج الثقة بين المواطن والدولة، وإعادة بناء مفهوم المشاركة ذاته.

ونكمل حديثنا عن المرشح الأفضل إنه (ببساطة) “من يملك القدرة قبل الوعود”.

وبالتالي فهو ليس من يستعرض خطاباً جميلاً أمام الكاميرات دون مصداقية أو رؤية…

وليس من يرفع شعاراً لامعاً بلا محتوى…

ولكن الأفضل من يمتلك:

1. خبرة وخلفية معرفية في ملف أو ملفات محددة، وليس من يعِد بكل شيء وينجح في لا شيء.

2. سجل عمل حقيقي وتجربة مهنية تحترم الزمن وتُترجم إلى مواقف وأفعال، لا مجرد كلام.

3. قدرة على متابعة التشريع والرقابة، لأن هذا الأمر هو جوهر وظيفة المجلس لا تفاصيله.

4. حضور أخلاقي، بحيث لا يُساوم على القيم، ولا يلوّن مواقفه وفق اتجاه الريح.

5. رؤية مستقبلية تضع مصلحة الوطن قبل الشعبية المؤقتة.

إن صوتك ليس هدية عاطفية تُمنح… إنه “تكليف” — عليه تُبنى مسارات حقيقية للتنمية.

نحن نعيش في زمن تتسارع فيه المتغيرات، إقليمياً وعالميً،

والمعادلة اليوم ليست “أن ننتظر الدولة”،

بل أن نكون جزءاً من طاقة الدولة.

الإيجابية ليست فكرة تجميلية. وليست كلمة لطيفة تُقال في نهاية خطاب.

إنها في الجانب الوطني أعظم أدوات الحفاظ على الدولة.

فكلما ارتفع وعي الناخب ارتفع مستوى البرلمان. وكلما ارتفع مستوى البرلمان… ارتفع مستوى التشريع.

وكلما ارتفع مستوى التشريع… ارتفعت قدرة الدولة على بناء السياسات، والإصلاح، ومواجهة الضغوط، وتحويل الموارد إلى إنتاج.

إن مستقبل أبنائنا، لا يصنعه المسؤولون وحدهم… بل يصنعه “الاختيار”.

والاختيار يبدأ من ورقة صغيرة… لكنها تفتح أبواباً كبيرة.

فلتكن نظرتنا إلى هذه المرحلة نظرة “تأسيس”… لا نظرة “إجراء”.

ولنتذكر أن كل دولة تحترم نفسها — وتحترم مكانها في التاريخ والجغرافيا لا تُهمل لحظة الاختيار… ولا تترك صوتها يضيع في اللامبالاة.

ولذلك فإن المشاركة ليست امتيازاً… بل مسؤولية.

ومصر، كما تعوّدنا منها، لا تبني حاضرها إلا بوعي أبنائها، ولا تنتصر إلا بقدرة أهلها على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.

صوتك ليس مجرد رأي.

صوتك يضع حجراً جديداً في مسيرة بناء وطن.

اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock