اكبر حرب في علاقة بمسالة الوحدة العربية (وقلت ونبهت واكدت في اكثر من مرة وكررت) بان المسالة ليست شوفينية، هي مسالة برغماتية في علاقة بتشكيل قوة اقليمية لها كل شروط النجاح: ديموغرافيا، موارد طبيعية، موقع استراتيجي محوري في العالم… كل الاسباب يمكن ان تشكل قوة حقيقية.
لكن اردت أن أقول مسالة في هذا السياق؛ ان اكبر تحدي ومواجهة ليس فقط مع قوى الاستعمار القديم وقوى الاستعمار الجديده بل مع المشككين… جمهور من المشككين الذين بطريقة واعية او غير واعية يرتبطون ببرجوازيات مرتهنة هيكليا بالدوائر الاستعمارية التي تتسلل عبر طرق عديدة منها مسألة الاقليات أو المجموعات الاثنية أو اختلاف المذاهب والمجموعات الدينية وخلط التاريخ باللغة بالأعراق في الاذهان وخلق صور مشوهة عن الحضارات التي توازن وتتالت على المنطقة العربية ثم محو بطولاتها وأمجادها وأسماء علمائها وطمس هويتها التي تنطق بها لغتها العربية بلهجات مختلفة ثرية جدا…
لابد من أن نحدّد وان نضع النقاط على الحروف كما يقال، لكن ان نحدد ايضا جبهات المواجهة: مواجهة خارجية مع قوى استعمارية واستعمارية جديدة… وهذا طبيعي وهااام جدا ان مسالة التقسيم من اجل الهيمنه والسيادة هذه كلاسيكية، لكن اكبر عدو هو عدو الداخل… جمهور من المشككين الذين لديهم وكالة ادارة ووكالة امتصاص دماء هذه الاقطار جزءً جزءً، مساحة بمساحة، وهؤلاء يرتبطون بتلك الدوائر… دوائر استعمارية فرنسية وبلجيكية وانجليزية وحتى المانية… وبالطبع الامريكان اخر الوافدين على المنطقة العربية…
أردت ان اقول بان المسالة ليست كما يتبادر الذهن؛ ليست “مجرد” مواجهة مع الاستعمار فقط. بل ان ابشع اشكال الخيانة عندما تكون من الداخل. من يعدم هذه الفرصة: فرصة الاجيال القادمة في الوجود، هو في اخر الامر عميل وعدو ولا يمكن ان يكون الا عميل استعمار….
د. ليلى الهمامي.