دين ومجتمع

نفحات الجمعة..زادٌ للمسلم ودعمٌ للخطيب

بقلم د- كامل عبد القوى النحاس

الوقت أعظم ما يملكه الإنسان، بل هو العمر كله، يُنفقه لحظةً بعد لحظة، فإن أحسن استثماره ربح، وإن أضاعه خسر، ولا خاسر أشد خسارة ممن ضيّع عمره وهو يظن أنه لم يضيّع شيئًا.
قال تعالى:
﴿وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾

الأصل الخسارة… والاستثناء لأهل الإيمان المقترن بالعمل الصالح
ثانيًا: السؤال عن الوقت سؤال عن العمر
ليس السؤال يوم القيامة عن عدد السنين، بل عن كيف أُنفقت الساعات.
قال النبي ﷺ:
«لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع منها
عمره فيما أفناه»
صورة ذهنية:
ساعة تمرّ… لا تعود أبدًا.
ثالثًا: تنظيم الوقت عبادة
ربط الإسلام العبادات بالمواقيت ليُنشئ إنسانًا منضبطًا، يعرف قيمة الزمن.
قال تعالى:
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾
الفوضى في الوقت ليست ضيقًا في الرزق
بل خلل في الفهم
رابعًا: وسائل الاتصال… نعمة انقلبت عند كثيرين إلى نقمة
الهواتف، والإنترنت، ووسائل التواصل نعمٌ عظيمة، لكنها صارت عند كثيرين مقابر للأعمار.
مشهد واقعي:
دقائق تتحول إلى ساعات
وساعات تبتلع أيامًا
وأيام تمر بلا أثر
قال تعالى:
﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾
خامسًا: الإفراط في المباح يفسد الوقت
ليس الحرام وحده ما يضيّع الوقت، بل المباح إذا أُفرط فيه صار آفة.
قال ﷺ:
«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»
مثال مباشر:
ساعات أمام الشاشة…
ثم شكوى من قلة الوقت للطاعة والعمل!
سادسًا: حيلة الشيطان الكبرى (التأجيل)
الشيطان لا يقول لك: اترك الخير
بل يقول: بعد قليل…
قال تعالى:
﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ﴾
كلمة واحدة سرقت أعمارًا:
سأفعل لاحقًا
سابعًا: الميزان الصحيح لاستعمال الوقت
قبل أن تنشغل سل نفسك:
هل يقربني هذا من الله؟
هل ينفعني في ديني أو دنياي؟
هل أندم عليه إذا انقضى العمر؟
قال تعالى:
﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾
ثامنًا: كيف نملأ وقت فراغنا بالنافع؟
– ورد يومي ثابت لا يسقط
– تقليل الفضول في متابعة الناس
– ضبط أوقات الهاتف
– محاسبة النفس قبل النوم
قال تعالى:
﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾
صورة ختامية ذهنية:
دقيقة في ذكر…
خير من ساعة في غفلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock