خطورة الخوض في المال الحرام
خطبة الجمعة 19 / 12 / 2025م
المال عصب الحياة وميزان الابتلاء
> اتقوا الله عباد الله، واعلموا أن المال عصب الحياة، وعماد المعاش، وبه تقوم البيوت أو تتصدع، وبه تُصان الكرامات أو تُنتهك.
قال سبحانه:
﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ [النساء: 5]
المال ميزان دقيق، إن أُخذ بحق كان عونًا على الطاعة، وإن أُخذ بباطل صار لعنة تلاحق صاحبه.
2️⃣ السعي والكسب عبادة لإعفاف النفس والأهل
> لم يُرد الله لعباده الذل ولا السؤال، بل أمرهم بالسعي والعمل، وجعل الكسب الشريف عبادة إذا صلحت النية.
قال تعالى:
﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ [الجمعة: 10]
وقال النبي ﷺ:
«لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب فيبيعها فيكفَّ الله بها وجهه؛ خير له من أن يسأل الناس» (رواه البخاري)
3️⃣ الكسب والإنفاق مقيدان بالحلال
> ليس كل ما يُدرّ مالًا حلالًا، ولا كل طريقٍ مشروعًا.
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]
وقال النبي ﷺ:
«إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا» (رواه مسلم)
احذروا طرق الحرام: ربا، رشوة، غش، ظلم.
4️⃣ المال الحرام نار تحرق الدين والدنيا
> المال الحرام وإن بدا في اليد نعيمًا، فهو نار تحرق البركة وتغلق أبواب القبول.
قال النبي ﷺ:
«كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به» (رواه الطبراني)
وقال ﷺ:
«ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّي بالحرام، فأنى يُستجاب له؟» (رواه مسلم)
5️⃣ حرمة المال العام أشد وأعظم
> الاعتداء على المال العام خيانة للأمة وللأجيال القادمة.
قال الله تعالى:
﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران: 161]
وقال النبي ﷺ:
«إن رجالًا يتخوَّضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة» (رواه البخاري)
6️⃣ محاسبة النفس قبل الحساب
> وليقف كل واحدٍ منا مع نفسه وقفة صدق، يسألها: من أين هذا المال؟ وفيما أُنفِق؟
قال تعالى:
﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ [الصافات: 24]
القليل من الحلال خير من الكثير من الحرام، والبركة لا تُقاس بالأرقام بل بالطمأنينة.
خاتمة وجدانية:
من ترك الحرام لله عوَّضه الله خيرًا منه، والمال الطيب سبب رضا الله والطمأنينة، والحرام سبب الهم والحرمان.
فاحرصوا عباد الله على طهارة أموالكم، لتزداد حياتكم بركة، وتعلو بيوتكم رحمة، وتكون قلوبكم مطمئنة.
د كامل النحاس
