كل المعطيات تؤكد أن السياسات الأمريكية تتجه نحو العودة إلى النمط الكلاسيكي للهيمنة والالحاق وأن دونالد ترامب أدرك أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى إعادة أمريكا اللاتينية للحاضنة الأمريكية وأن أفريقيا ستمثل الهدف الثاني للاكتساح الأمريكي.
ويتبين أن الإدارة الأمريكية تتجه في ذات السياق لقطع الطريق أمام التمدد الروسي الصيني في القارة ضمن إعادة صياغة أسس العلاقات مع البلدان الأفريقية لإسقاط الاشتراطات السياسية ذات الصلة بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
البعضُ من النخب العربية لم تنتبه إلى التحولات التي يشهدها العالم خلال هذه الفترة ولم يدركوا أن الربيع العربي يبدو حدثا بعيدا وأن الداخل هو الفضاء الوحيد لصناعة المعادلة السياسية العربية… قد تكون رسالة أيمن نور إلى السيسي إشارة قوية من معارض عربي أيقن نهاية الوهم.
أما في تونس فالادمان على استهلاك الأوهام متواصل ويبدو أن الصدمات على قسوتها لم تكن كافية لإيقاظ بعض النخب السياسية من سبات زينه محفل 18 أكتوبر الشهير.