
هايبون: فرحة حُجّاج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يكن الطريق مفروشًا إلا بالغبار، ولا السماء أكثر من غيمٍ مكسور الضوء، لكنّهم مشوا… مشوا بأقدامٍ صادقة، وأعينٍ تبلّلها الرهبة.
حاجٌّ يمسك بيد أبيه، وامرأة تغني في سرّها دعاءً قديماً، وطفلٌ ينام على كتف أمه، كأنه على سحابة.
القلوب تتبادل الرجاء كما تتبادل الحناجر “لبّيكَ اللهمّ لبّيك”، وكل خطوة تنزع عن الروح شيئًا من أثقال الأرض.
عند مشارف البيت، ارتجّ الهواء. لم تعد المسافة تُقاس بالأميال، بل بالدمع.
صوتُ التلبية
يُزلزلُ ما تبقّى
من قُحولة القلب
غبارٌ على الجبين لا يُمسَح، بل يُحتَفَظُ به، كوسامٍ من نور.
في الزحام، تعرف أن كل هذا العالم، رغم صخبه، يُمكن أن ينحني إجلالاً لصمتٍ بين الإنسان وربّه.
فرحة الحجّاج ليست صاخبة… إنها ترتيلٌ داخليٌّ، لا تُترجمُه سوى العيون اللامعة.
ثوبٌ أبيضٌ
يتدلّى من الزمن ــ
حجّةُ العمر
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
؛؛؛؛؛ شاعر الجنوب