عربي وعالمي

هذا ما تؤمن به كامالا هاريس على صعيد القضايا الداخلية والخارجية

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

منذ إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، يوم الأحد الماضي، تنحيه عن خوض انتخابات الرئاسة الأميركية، المقررة في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل، تعاظمت فرص نائبة الرئيس، كامالا هاريس، في خلافته خلال السباق الرئاسي، الذي سيخوضه مرشح الحزب الديمقراطي، في مواجهة الرئيس السابق، والمرشح عن الحزب الجمهوري، دونالد ترمب. 

وفي حين لم تعلن أي شخصية بارزة بالحزب الديمقراطي عن نيتها الترشح لخوض السباق الرئاسي حتى اللحظة، لا تزال كامالا هاريس تحتاج إلى تأييد الحزب الديمقراطي، خلال مؤتمره الوطني الذي سينعقد في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس/ آب. 

في هذه الأثناء، يتوحد الديمقراطيون بسرعة خلف هاريس كمرشحة لحزبهم، ومع ذلك تظل نائبة الرئيس غير معروفة نسبيا بالنسبة لمعظم الأميركيين، وهذا يعني أنه من المهم النظر إلى سجلها لمعرفة ما تؤمن به، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال.

مؤيدة لتضخم الإنفاق

وذكرت الصحيفة أن هاريس باعتبارها نائبة للرئيس، كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأجندة جو بايدن، للأفضل أو الأسوأ، وقد تبنت هذا السجل في تصريحاتها أمس الإثنين، وقالت إن الولاية الأولى للرئيس بايدن «تجاوزت إرث» معظم الرؤساء الذين خدموا لفترتين.

لذا، فإن الصحيفة الأميركية تعتبرها مؤيدة لتضخم الإنفاق الذي تسبب في التضخم، والصفقة الخضراء الجديدة، وتوسيع الاستحقاقات، وإعفاء قروض الطلاب، مضيفة أنه «إلى أن تقول غير ذلك، يتعين علينا أن نفترض أنها تؤيد زيادة الضرائب التي اقترحها بايدن بقيمة 5 تريليونات دولار في عام 2025».

الدخل والضرائب وديون الطلاب 

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن «السنوات الأربع التي قضتها نائبة الرئيس كعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا تشكل نافذة أخرى على نظرتها للعالم، فقد رعت مشروع قانون لإنشاء دخل مضمون بقيمة 6000 دولار للأسر التي يصل دخلها إلى 100 ألف دولار». 

وأضافت: «هناك اقتراح آخر قدمته هاريس، وهو ائتمان ضريبي قابل للاسترداد من شأنه أن يحد فعليا من الإيجارات ومدفوعات المرافق بنسبة 30% من الدخل، وقد انتقد خبراء الاقتصاد الليبراليون هذا الدعم لأنه من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الإيجارات».

وذكرت الصحيفة أن «هاريس شاركت في رعاية مشروع قانون مع بيرني ساندرز، من شأنه أن يدفع الرسوم الدراسية في الكليات العامة التي تستغرق أربع سنوات للطلاب من الأسر التي يصل دخلها إلى 125 ألف دولار، وهذا أكثر صدقًا من إلغاء قروض الطلاب من قبل الإدارة، ولكن من شأنه أن يكلف 700 مليار دولار على مدى عقد من الزمان ويشجع الكليات على زيادة الرسوم الدراسية».

الرعاية الصحية

 

وهناك مزيج آخر من أفكار بيرني: الرعاية الصحية التي يدفعها شخص واحد، فقد شاركت هاريس في رعاية تشريعه بشأن الرعاية الطبية للجميع، والتي يتم تمويلها من خلال ضرائب الدخل الأعلى. 

وقد عدلت خطة بيرني عندما ترشحت للرئاسة في عام 2019 من خلال تمديد فترة التنفيذ التدريجي إلى 10 سنوات من 4 سنوات وإعفاء الأسر التي يقل دخلها عن 100 ألف دولار من «القسط القائم على الدخل».

لكن هذا من شأنه أن يضع الحكومة على رأس كل الرعاية الصحية الأميركية بمرور الوقت.

 

تقليل انبعاثات الكربون 

وباعتبارها ديمقراطية من سان فرانسيسكو، تشارك هاريس الولاية في عداءها للوقود الأحفوري. 

وقد استخدمت سلطتها كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا لبدء تحقيق في انبعاثات الكربون التي تنتجها شركة إكسون موبيل. 

وفي عام 2019، أيدت حظرا على الصعيد الوطني على التكسير الهيدروليكي للنفط والغاز، والذي من شأنه أن يكلف عشرات الآلاف من الوظائف ويتسبب في انقطاع التيار الكهربائي مثل تلك التي تحدث غالبا في ولايتها. 

ومن المتوقع أن يكون هذا موضوعا للحديث بين الجمهوريين في ولاية بنسلفانيا.

 

إعادة هيكلة المحكمة العليا 

والسؤال الذي يجب طرحه هو ما إذا كانت نائبة الرئيس تريد إعادة هيكلة المحكمة العليا. 

فقد قالت في عام 2019 إنها «منفتحة» على إضافة المزيد من القضاة، لكن هذه الفكرة لا تحظى بقبول جيد، فهل تتفق مع خطة بايدن التي طرحها لتأييد «إصلاحات» للمحكمة العليا من شأنها أن تجعل القضاة خاضعين لإشراف الكونغرس؟

سياسة الحدود وقضية المهاجرين

كان من المعروف أن بايدن كلف هاريس بإدارة سياسة الحدود، ونحن نعلم كيف انتهت الأمور، فبدلا من الضغط من أجل تغيير سياسة الحدود، كانت غريزتها الأولى هي إلقاء اللوم في تدفق المهاجرين على «الأسباب الجذرية» في البلدان النامية، بما في ذلك الفساد والعنف والفقر و«الافتقار إلى التكيف مع المناخ والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ».

 

هل يجعل تغير المناخ الحدود الأمريكية غربالا؟ يبدو أن هذا صحيح، فقد أعلنت هاريس: «في هندوراس، في أعقاب الأعاصير، يتعين علينا توفير الغذاء والمأوى والمياه والصرف الصحي للناس، وفي غواتيمالا، حيث يتحمل المزارعون الجفاف المستمر، يتعين علينا العمل معهم لزراعة محاصيل مقاومة للجفاف»، مشيرة إلى أن معالجة هذه «الأسباب الجذرية» تستغرق عقودًا من الزمن، وفي غضون ذلك لم يكن لديها ما تقوله عن أمن الحدود الفعلي.

السياسة الخارجية

آراء كامالا هاريس في السياسة الخارجية ليست معروفة جيدًا، أو ربما حتى غير واضحة، باستثناء الترويج لسياسات جو بايدن، على ما أفادت به وول ستريت جورنال.

وفي حين دعمت المساعدة العسكرية التي قدمتها الإدارة لأوكرانيا، فقد ترددت في دعم إسرائيل.

 في مارس/ آذار، انتقدت إسرائيل لعدم بذلها ما يكفي من الجهد لتخفيف «الكارثة الإنسانية».

 وتقول تسريبات للصحافة إن المسؤولين في مجلس الأمن القومي خففوا من انتقاداتها لإسرائيل في خطابها.

 وانتقدت إدارة ترمب لقتلها قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، مدعية أن ذلك قد يؤدي إلى حرب أكبر في الشرق الأوسط.

تقدمية نموذجية

 وأووضحت وول ستريت جورنال أن الاستنتاج العادل من كل هذا هو أن كامالا هاريس تقدمية نموذجية في كاليفورنيا في معظم القضايا، وغالبًا ما تكون على يسار بايدن، وربما عندما تعيد تقديم نفسها للجمهور في الأسابيع المقبلة، ستعدل بعض هذه الآراء، وسيكون من الحكمة أن تفعل ذلك إذا كانت تريد الفوز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock