مقالات وآراء

هل تريدون تحرير غزة أم تحويل تونس إلى غزة؟

بقلم دكتورة - ليلى الهمامي

أتابع بكل اهتمام وقلق ما يحصل حول أسطول الصمود او قافلة الصمود البحرية، وألاحظ ما قيل وما نشر وما كتب وما روّج من فيديوهات وصور لاستهداف القافلة في مناسبتين بعبوة حارقة او ما شابه…

تابعت أيضا ما صدر عن الناطق الرسمي للحرس الوطني في تونس كون الامر يتعلق بمؤسسات أمنيه رسمية،ونفى الناطق الرسمي كليا، أن يكون ثمة أي مسيّرة استهدفت الاسطول. تماما كما أن ما نُشر حول آثار هذه العملية المزعومة لا يفيد بان هنالك انفجارا حصل على السفينة الاولى او الثانية.

لكن في الأثناء تم التسويق لفكرة ان اسرائيل، العدو الاسرائيلي، قد يكون وراء العملية الاولى والثانية. وهذا التسويق وجدناه حتى على صفحات الصحافة العربية والاجنبية. وكل من يتابع يجد اثرا لهذه القراءة التي، ضمنيا في ضمنيتها، تتهم الدولة التونسية إن لم يكن بالتواطئ مع إسرائيل، فبالعجز.

اتهامات خطيرة وجب اليوم الردّ عليها في بيان رسمي، إما الردّ في بيان رسمي او ربما اصدار بيان يحدد من اطلق هذه العبوات الحارقة او الشماريخ.

لان الصور شبيهة بالشماريخ والادوات التي تستعمل حتى في الملاعب، او في البحار للاعلان عن وجود سفينة في مكان ما… أدوات قد تكون بحرية، لكن في كل الحالات، وجب على المؤسسات الامنية الرسمية التحديد الحاسم لطبيعة العملية الاولى والثانية التي حصلت، وعن مصدرها… وخاصة تحميل مسؤولية كل من جازف بالاتهام الباطل في هذا الاتجاه او ذاك.

اعتقد ان المسالة تمس صورة تونس… صورة تونس يعني صورة الدولة التونسية في الداخل والخارج.
خطير جدا أن تفقد الدولة احترام وثقة مواطنيها، ويبدو أن ثمة من يراهن على هذا، ويبدو أن ثمة من يسعى لهذا، لذلك ادعو الى بيان رسمي، ولما لا، نقطة اعلامية توضيحية لحل هذه الاشكالية نهائيا.

وإني على يقين ان الاطراف السياسية المرتبطة بالاسلام السياسي، وبالشبكات الدولية للاسلام السياسي تراهن على التشويه، تراهن على الاحراج، تراهن على ان تكون القافلة او الاسطول ضد السلطة قبل ان يكون للمساهمة في الدعوة الى رفع الحصار على غزة.
على يقين ان القافلة الاولى كانت ضد السيسي… على يقين ان القافلة او الاسطول هذه المرة موجه لاحراج السلطة في تونس.
ملاحظة منهجية:
.. انا كمواطنة تونسية وعربية انتصر كليا للقضية الفلسطينية بكل ما املك من جهد وقدرة.

اعارض كل متاجرة بهذه القضية النبيلة لاغراض خاصة سياسوية…
واني افعل ذلك خارج كل حسابات الأنظمة والمعارضات…
لست من أنصار النظام في تونس او مصر ولست من معارضيهما .
مواطنة حرة لا أطلب الإذن عندما أساند ولا استسمح احدا لكي أعارض.

ملاحظة شكلية:

ارتداء الكوفية الفلسطينية لا يجعل منك مناضلا ولا مثقفا ولا ملتزما في شيء، إذا كان طموحك الرياء والاسترزاق والاستجمام على حساب اشلاء الشهداء في غزة، بل يجعل منك كائنا عفنا أقل قيمة من الحيوان وأحط من الفيروسات القاتلة.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock