
عندما نرى ما تقوم به إسrائيل في كل من سوريا ولبنان من استباحة بشكل يومي لسيادتهما وحرب الإبادة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية عموما وفي غزه خصوصاً، يتبادر الى الاذهان السؤال القديم الجديد: هل هناك سايكس بيكو مجدداً ينتظر المنطقة (بلاد الشام)؟ إذ لا يمكن الفصل بين حرب الإبادة الجارية في غزه وما يجرى في سوريا ولبنان وخاصة ما يتردد في وسائل الاعلام الصهيوني مؤخراً وبكل وقاحة من مشاريع تقسيم في سوريا، لتبرز أسئلة أكثر أهمية: هل هناك إمكانية لنتجنب هذه المشاريع؟ وهل هناك مصلحة لاي مكون في سوريا في التماهي مع هذا التقسيم؟
ان الإجابة على هذه الأسئلة تبين لنا مدى قدرة إسرائيل على تنفيذ مشروعها القديم الجديد ، فالكل يعلم ان مشكلة إسرائيل هي انها دولة لا تنتمي الى محيطها الديمغرافي وانالعقبة الرئيسية امام تنفيذها أي مشروع توسعي أنها لا تملك القوة البشرية لتحقيقه، لذا نراها تحاول إثارة الفتنة بين الشعوب المحيطة بها، وقد نجحت الى حد ما في ذلك،فالانتصارات التي حققتها في حروبها السابقة في الحقيقة راجعة الى الصراعات الطائفية والإثنية بين شعوب المنطقة وليس بسبب تفوقها العسكري، فقد ثبت في حرب غزة عجزها عن تحقيق أي انتصار بالرغم من الدعم الغربي غير المحدودوعلى رأسهم أمريكا وبالرغم من ارتكابها ابشع الجرائم في التاريخ البشري، أما بالنسبة لمكونات الشعب السوري بكافة إثنياتهم ومذاهبهم وطوائفهم فإنه ليس هناك مصلحة لاي منها في المضي في مشاريع التقسيم التي تسوقها وسائل الاعلام الصهيونية، فإسrائيل في النهاية لا يهمها سوى مصلحتها التي تقوم على الهيمنة على شعوب المنطقة، علاوة على أنها أصبحت منبوذة في العالم ولم يعد بمقدورها الترويج لسياستها الكاذبة بسبب هول وبشاعة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبهابحق الفلسطينيين، وبالتالي فإنه من غير الممكن أن تنجح إسrائيل بتمرير سايكس بيكو جديد في سوريا أو غيرها لعجزها عن حماية نفسها من جهة ولعدم وجود رضا وقبول لتلك الفكرة لدى السوريين من جهة ثانية، ما يعني أن هذه المشاريع ولدت ميتة أصلا وإن علت بعض الأصوات النشاز هنا وهناك فإن ذلك يبقى في النهاية محدوداً للغاية لا يمكن أن يعبر عن إرادة كافة مكونات الشعب السوري الذي لا تخدمه مثل هذه الادعاءات الصهيونية، لأنه ثبت تاريخياً أنه ليس امام السوريين سوى المضي قدماً في بناء دولتهم الجديدة على العدل والمساواة.
المستشار أسعد الهفل