
هناء الصغير
إن البلاء من قدر الله المحتوم، وقدر
الله لا يأتي إلّا بخيـــر ، لأن القبض على
جمرة أو أن أقبض عليها حتّى تبرد في
يدي أحب إليّ من أن أقول لشيءٍ قضاه
الله: ليته لم يكن هكذا يكون الصبر عند
البلاء الصبر على البلاء يهوِّن من أثر
الشوك تحت الأقدام .
الثبات والايمان عند البلاء
الجزع وعدم الرضا لا ينفعا على قضاء
الله ، فالتحسر على المفقود لا يأتي
يقول: ما من عبد يصاب بمصيبة
فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم
آجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا
منها؛ إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف
له خيرًا منها، فيزيد مع قوله: إنا لله وإنا
إليه راجعون، يقول: اللهم آجرني في
مصيبتي أو اللهم أجرني في مصيبتي،
وأخلف لي خيرًا منها.
ما الحكمة من الابتلاء؟
قدر الله سبحانه وتعالىٰ نزول
الابتلاءات على عباده لجعلها وسيلة
لتصفية نفوس الناس، ومعرفة المؤمن
الصادق من المنافق الكاذب؛ وذلك لأن
المرء قد لا يتبين في الرخاء، لكن يتبين
في الشدة.
قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا
أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾، فكلُّ ما
يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في
حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة
ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه؛
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم:
«مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ فكان أشد الناس
بلاءا هم الانبياء لأن الله سبحانه
وتعالى ابتلاهم بالنبوة ، وابتلاهم
بالدعوة إلى الله ، وابتلاهم بقوم
ينكرون ويصفونهم بصفات القدح والذم
، ولكن هذا الابتلاء هو في الواقع ؛ لأن
كل ما أصابهم من جرائها فهو رفعة في
درجاتهم .