فن وثقافة

وجع القلوب

بقلم الكاتب  -محمد الرفاعي

الحب ليس كلمات عابرة ولا وعودًا تُلقى في زحمة الأحاديث… الحب حياة تُبنى على الأمان لكن أحيانًا يصبح القلب ساحة خذلان وتغدو الظروف قناعًا هشًّا يخفي خلفه الرغبة في الرحيل.
هذه المجموعة القصصية القصيرة جدًا هي بوحُ قلبٍ مكسور أراد أن يحوّل الوجع إلى حكاية لعلها تلمس قلوبكم.

بداية الحكاية

1- كذبة الظروف

أحببتها كأنها آخر ما تبقّى لي من حياة كنتُ أُخفي خوفي بابتسامتها وأستمد قوتي من قربها ثم رحلت فجأة وتركت لي جملة باردة: “الظروف أقوى مني”.
لم أبكِي يومها لكن شيئًا بداخلي إنكسر للأبد.

2- خيانة مُغلّفة

لم تقل: “لا أحبك” بل قالت: “أخشى أن تقتلنا الظروف”
كان يمكنني أن أصدقها لكني قرأت الحقيقة في عينيها لم تعد لي.

3- موعد لم يكتمل

انتظرتها تحت المطر كما وعدتني.
مرَّت الساعات وجاءني منها رسالة قصيرة “سامحني… الظروف منعتني.”
لم أمنحها ردًا فقد كنتُ أعلم أن المطر وحده أكثر وفاءً.

4- رهان خاسر

راهنتُ عليها ضد قلبي ضد مخاوفي ضد كل من قال لي “ستتركك.”
وكنت أؤكد “مستحيل.”
حتى تركتني وأثبتت أن قلبي كان أكثر حكمة من عنادي.

5- وجع مؤجل

لم تبكِ يوم الرحيل لكنها تركت دموعي تتساقط وحدها حين التفتت عند الباب قالت “قد أعود إذا سمحت الظروف.”
أما أنا فلم أعد كما كنت أبدًا.

6- اعتذار بارد

قالت “اعذرني لم يكن بيدي.”
لكني كنت أعلم أن من يريد البقاء يخترع ألف سبيل… ومن يريد الرحيل يخترع ألف ظرف.

7- غياب بلا مبرر

توقفت رسائلها فجأة توقفت مكالماتها توقفت حياتي معها.
وحين سألتها “لماذا؟” أجابتني بجملة لم تُشفِ وجعي “الظروف أقوى مني.”

8- خذلان صامت

كانت تعرف خوفي من الهجر ومع ذلك هجرتني لم تحارب من أجلي لم تقاوم لأجلي فقط تركتني… ثم أرسلت لي
“أرجوك لا تكرهني، الظروف أقوى.”

9- خدعة الأمان

أقسمت يومًا “لن أترك يدك مهما حدث.”
واليوم يدي فارغة وقسمها صار جملة باهتة وذريعتها جاهزة “الظروف.”

10- النهاية الباردة

كل شيء كان ممكنًا…
إلا أن تتركني بابتسامة باهتة واعتذارٍ بارد.
كان يمكن أن نقاتل أن نتمسك أن نكمل.
لكنك اخترت الرحيل وأسميته “ظروفًا.”

11- وعد بلا روح

قالت لي “سأظل معك ما حييت.”
واليوم حييتُ وحدي.
الوعود تسقط حين يكون القلب قد غادر قبل الجسد.

12- خيبة العمر

لم أخسر حبها فقط بل خسرت ثقتي في فكرة أن أحدًا قد يظل.
كل شيء قابل للخذلان… حتى أكثر القلوب التي راهنتَ عليها.

13- رسائل بلا إجابة

كنت أكتب لها: “اشتقت.”
فأحصل على رد يتيم “سامحني مشغولة بالظروف.”
لم تكن مشغولة كانت فقط منشغلة بغيري.

14- موت الحلم

لم يكن الفقد فقدًا لها فقط بل فقدت الحلم كله بيت صغير وضحكات مسائية وأحلام مشتركة.
كل شيء مات تحت كلمة واحدة “ظروف.”

15- انكسار رجل

قد يبكي الرجل مرة واحدة في العمر…
وأنا بكيت يوم قالت لي “اعذرني الظروف أقوى مني.”
لم تكن دموعي ضعفًا بل كانت جنازة لحلم مات.

16- حين يرحل الأمان

لم تكن حبيبتي فقط كانت أماني.
واليوم أعيش بلاها كما يعيش اليتيم بلا أمّ والبحر بلا ماء.

17- النهاية المكتوبة

كنت أكتب لها قصصًا عن الأبدية
وهي تكتب في قلبها نهاية لم أقرأها إلا متأخرًا.
النهاية لم تكن قدَرًا كانت اختيارًا…
لكنها خبأتها خلف الظروف.

18- أقسى درس

تعلّمت منها أن الحب لا يكفي للبقاء.
أن التضحية قد تكون من طرف واحد وأن القلب قد يخطئ رهانه.
وأقسى ما في الأمر أني لم أتعلم إلا بعد انكساري.

19- فراغ المكان

كرسيها ما زال بجانبي يفتقد جلستها.
فنجانها على الطاولة بارد يفتقد شفتيها.
وأنا أفتقدها أكثر من كل ما حولي…
لكن الظروف سرقتها.

20- النهاية بلا وداع

لم تمنحني حتى وداعًا يليق بما كان بيننا.
رحلت كأنها لم تكن وتركتني أتعثر في الفراغ.
وحده قلبي ظل يردد “لم تكن الظروف كانت هي.”

وفي نهاية الحكاية

ليست الظروف دائمًا هي الجاني… أحيانًا تكون مجرد شماعة نعلّق عليها رغبتنا في الهروب.
من يريدك سيقاتل لأجلك.
ومن لا يريدك سيتركك مهما كانت الظروف سهلة.
وأختتم الحكاية بهذا الكلام
كل قلب مكسور يولد منه كاتب جديد يحوّل الدموع إلى حكايات… وهذه الرواية القصيرة واحدة من تلك الحكايات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock