يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتفاقم معدلات سوء التغذية بين الأطفال والحوامل بشكل خطير بعد شهور من الحصار وانهيار المقومات الأساسية للحياة. منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أطلقت تحذيرات متكررة من أن الوضع “ينحدر نحو مستويات كارثية”، مع تسجيل أرقام صادمة تعكس حجم المأساة.
أرقام صادمة عن الأطفال
– وفق بيانات اليونيسف، تم تسجيل 9,300 حالة سوء تغذية حاد بين الأطفال دون سن الخامسة خلال شهر أكتوبر الماضي.
– في أغسطس 2025، تجاوز عدد الأطفال الذين دخلوا المستشفيات للعلاج من سوء التغذية الحاد 14 ألف طفل، وهو رقم قياسي مقارنة بالأشهر السابقة.
– النسبة العامة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ارتفعت إلى 13.5% في أغسطس، بعد أن كانت 8.3% في يوليو، بينما بلغت النسبة في مدينة غزة وحدها 19%.
وضع الحوامل والمرضعات
– في أكتوبر 2025، استقبلت المراكز الصحية في غزة 8,300 امرأة من الحوامل والمرضعات لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد، أي بمعدل 270 حالة يومياً.
– اليونيسف حذرت من أن سوء التغذية لدى الأمهات أدى إلى ارتفاع مقلق في عدد المواليد منخفضي الوزن، حيث تضاعفت النسبة من 5% عام 2022 إلى 10% في الفصل الأول من 2025.
– هذه الحالات تنعكس مباشرة على صحة المواليد، إذ يولد الكثير منهم خدجاً أو بوزن منخفض، ما يزيد خطر الوفاة أو الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة.
تأثير فصل الشتاء
– دخول فصل الشتاء فاقم الأزمة، إذ يزيد من انتشار الأمراض ويضاعف خطر الوفاة بين الأطفال الأكثر ضعفاً.
– آلاف الأطفال يفتقرون إلى المأوى المناسب وخدمات الصرف الصحي، ما يجعلهم عرضة للجوع والمرض والبرد القارس.
العوائق أمام المساعدات
– اليونيسف أعربت عن أسفها للعوائق التي تفرضها السلطات الإسرائيلية بمنع دخول بعض المستلزمات الطبية الأساسية إلى القطاع.
– كميات كبيرة من إمدادات الشتاء والمساعدات الغذائية ما تزال عالقة على حدود غزة، في وقت يحتاج فيه السكان إلى وصول عاجل لهذه المواد.
الأرقام تكشف عن أزمة إنسانية متصاعدة في غزة، حيث يواجه الأطفال والنساء الحوامل خطر الموت أو الإصابة بمضاعفات صحية بسبب سوء التغذية. ومع استمرار الحصار وغياب التدفقات الكافية للمساعدات، يظل الوضع مرشحاً لمزيد من التدهور ما لم يتم فتح المعابر بشكل عاجل وتوفير الغذاء والدواء للفئات الأكثر ضعفاً.