وسقطت معها رموز الوثنية، ليعلن الإسلام سيادته على أرض التوحيد.
الفتح الأعظم: نصر بلا دماء
رغم عظمة الحدث، لم يُسفك دمٌ، ولم تُنتهك حرمة، ولم يُفرض الإسلام على أحد بالقوة، بل كانت الرحمة شعار الفتح، فدخل الناس في دين الله أفواجًا، حين رأوا العفو والعدل بأعينهم، لا بالسيف ولا بالإكراه.
دروس وعِبر من فتح مكة
الرحمة عند النصر: الإسلام لا يعرف الانتقام، بل يدعو إلى التسامح حتى مع أشد الأعداء.
الوفاء بالعهود: فتح مكة جاء بعد نقض قريش للصلح، مما يؤكد أن المسلمين لم يكونوا البادئين بالعدوان.
التخطيط والحكمة: لم يكن الفتح عملاً عشوائيًا، بل خطط له النبي ﷺ بحنكة عسكرية وسياسية فريدة.
نهاية عهد الوثنية: فتح مكة كان إعلانًا لانتهاء عبادة الأصنام، وإعلاءً للتوحيد.
كان فتح مكة فتحًا للقلوب قبل أن يكون فتحًا للمدينة، وكان إعلانًا لانتصار القيم النبيلة قبل أن يكون انتصارًا عسكريًا. إنه الدرس الأبدي لكل أمة تسعى للنهضة: أن النصر الحقيقي لا يكون بالقوة وحدها، بل بالعدل والرحمة والتسامح.
وهكذا سُطرت صفحة ناصعة في تاريخ البشرية، صفحة كتبها محمدٌ ﷺ بسيف العدل لا بسيف القهر، وبكلمات العفو لا بلغة الانتقام، فكان فتح مكة أعظم انتصار حققه التاريخ في دروب الإنسانية.