فى خطوة تحمل رسائل سياسية ومائية واضحة أقدمت السلطات المصرية على فتح بوابات خزان أسوان فى وقت يتجدد فيه الجدل حول قضية سد النهضة الإثيوبى التى ما زالت تُلقى بظلالها على العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا.
فتح بوابات الخزان لم يكن مجرد إجراء فنى اعتيادى بل رسالة ذات أبعاد متعددة فهى من ناحية تأكيد لقدرة مصر على إدارة مواردها المائية بكفاءة عالية ومن ناحية أخرى تذكير لإثيوبيا والمجتمع الدولى بأن القاهرة تمتلك أدواتها فى التعامل مع ملف المياه بما يتناسب مع مصالحها الاستراتيجية.
ويؤكد خبراء أن هذه الخطوة تأتى ضمن سياسة مصرية تهدف إلى طمأنة الداخل بأن الدولة تسيطر على مفاتيح الأمن المائى وفي الوقت ذاته تضغط على إثيوبيا لتدرك أن المفاوضات يجب أن تقوم على مبدأ التفاهم لا فرض الأمر الواقع.
فالقاهرة التى طالما أكدت أنها لا تعارض التنمية فى إثيوبيا تشدد فى المقابل على أن حقوقها التاريخية فى مياه النيل غير قابلة للمساومة. ومن هنا فإن أى خطوة رمزية مثل فتح بوابات خزان أسوان تظل بمثابة تذكير عملي بأن مصر رغم التحدياتى قادرة على إدارة المشهد المائى بما يحفظ استقرارها وحقوق شعبها.
المتابعون يرون أن المشهد مرشح لمزيد من التصعيد السياسى والدبلوماسى فى ظل إصرار كل طرف على مواقفه. غير أن فتح بوابات أسوان أعاد إلى الواجهة حقيقة ثابتة: أن مصر ما زالت قادرة على الرد وأن النيل سيبقى قضية وجود بالنسبة لها لا مجرد ورقة تفاوضية.
