متابعة / محمد نجم الدين وهبى
قال مسؤولون، اليوم الإثنين، إن المياه المتفجرة بعد انهيار سد أربعات في شرق السودان دمرت خمس قرى على الأقل وأودت بحياة عدد غير معلوم من الأشخاص وألحقت الدمار بمنطقة تعاني أصلا بفعل شهور من الحرب الأهلية.
وقال عمر عيسى هارون رئيس هيئة المياه بولاية البحر الأحمر، في رسالة عبر تطبيق واتساب للموظفين، إنه لم يعد من الممكن التعرف على ملامح المنطقة وإن الوضع كارثي والسيول أزالت أنابيب المياه وأعمدة الكهرباء في المنطقة.
وأضاف أنه رأى جثث عمال مناجم الذهب وأجزاء من معداتهم محطمة ومتناثرة في المياه الهادرة، وشبه الكارثة بالدمار الذي حل بمدينة درنة في شرق ليبيا في سبتمبر أيلول من العام الماضي عندما فجرت مياه العواصف السدود وجرفت المباني وقتلت الآلاف.
وقال (تجمع البيئيين السودانيين) في بيان: «سد أربعات هو المصدر الرئيسي للمياه لمدينة بورسودان وانهيار السد يهدد المدينة بالعطش في الفترة المقبلة».
حدوث سيول
وتسببت الأمطار الغزيرة في حدوث سيول غمرت سد أربعات أمس الأحد على بعد 40 كيلومترا فقط إلى الشمال من بورتسودان التي أصبحت عاصمة البلاد بحكم الأمر الواقع ومقر الحكومة والدبلوماسيين ووكالات الإغاثة ومئات الآلاف من النازحين.
وعلى الطريق إلى أربعات، اليوم الإثنين، رأى مراسل رويترز أشخاصا يدفنون رجلا ويغطون قبره بالأخشاب في محاولة لمنع الجثمان من الانجراف في الانهيارات الطينية.
الأمطار الغزيرة وراء انهيار السد
وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت في ولاية البحر الأحمر بالسودان وتدفقات السيول الجارفة إلى انهيار كامل لسد أربعات، الواقع على بُعد 40 كلم شمال مدينة بورتسودان، والذي يُعد المغذي الرئيسي للمدينة بمياه الشرب.
وغمرت مياه السد مساحات واسعة شملت عددًا من القرى في محيطه، مما تسبب في انهيار العديد من المنازل ودفع المواطنين إلى الاحتماء بالجبال والتلال في عدة محليات بولاية البحر الأحمر.
شهدت الولاية هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف طوال ليل الجمعة الماضي، نتج عنها سيول تسببت في انجراف العديد من الطرق، مما أدى إلى امتلاء الأودية والروافد المغذية لسد أربعات شمالي بورتسودان.
قطع الطريق
وتسببت السيول في قطع الطريق الذي يربط بورتسودان ببقية مناطق السودان في منطقتي جبيت والعقبة، فيما ألحقت الأمطار أضرارًا كبيرة بمراكز إيواء النازحين في عاصمة ولاية البحر الأحمر.
كما أدت تدفقات السيول إلى حدوث فيضان في خور بركة، بحسب مصادر محلية، مما أدى إلى عزل مناطق وقرى عن بقية أجزاء الولاية وعاصمتها بورتسودان. وتقطعت طرق الإمداد بين العديد من مناطق السودان بسبب الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات.