مقالات وآراء

وطن يصنعه مجتمعه وتكتبه إرادة شعبه نحو مستقبل أقوى

بقلم: طارق فتحي السعدني 

 

هناك فكرة تستحق أن تطرح لأول مرة:أن مستقبل مصر لا يبدأ من صناديق الانتخابات ولا من خطط الاقتصاد ولا من عناوين الوطنية.

 

بل يبدأ من المجتمع نفسه عندما يقرر أن يكون هو الفكرة وهو المشروع في الوقت ذاته.

 

فالمجتمع المصري ليس مجرد جمهور يتابع المشهد بل هو اللاعب الحقيقي الذي يكتب سيناريو المستقبل بصمته قبل كلمته وبوعيه قبل صوته.

 

المجتمع… مصنع الوعي الأول

 

قبل أن ينطلق موسم الانتخابات ويعلو صخب المرشحين يكون المجتمع قد حسم جزءا كبيرا من النتيجة دون أن يشعر أحد.

 

الناس بطريقتهم الفطرية يميزون بين من يسعى إلى مقعد ومن يسعى إلى مستقبل. بين من يشتري اللحظة ومن يبني الغد.

 

وهذه القدرة الشعبية على الفرز الصامت هي أعظم أشكال الوطنية غير المعلنة.

 

الوطنية هنا ليست شعارات ترفع بل سلوك يومي يبدأ من احترام فكرة الوطن ذاتها.

 

وما لم يكن المجتمع قويا وواعيا لن تستطيع أي انتخابات أن تصنع برلمانا يعكس روح البلاد.

 

الاقتصاد… مرآة العقول قبل الأرقام

 

الاقتصاد لا يُبنى على موازنات فقط، بل على عقلية مجتمع يرى في العمل قيمة، وفي الإنتاج كرامة، وفي التطوير فرضًا لا خيارًا.

 

قوة مصر الاقتصادية الحقيقية ليست في مواردها الطبيعية، بل في عقل المصري الذي يعرف كيف يحوّل الطين ذهبًا، وكيف يقيم صناعة من لا شيء، وكيف يقف بعد كل كبوة ليبدأ من جديد.

 

وما يدركه المجتمع اليوم هو أن الاقتصاد جزء من الأمن الوطني، وأن قوتنا الاقتصادية ليست رفاهية بل ضرورة لبناء مستقبل لا يعتمد على الظروف بل يصنعها.

 

الانتخابات… لحظة اختبار لضمير الوطن

 

حين تنطلق الانتخابات فهي ليست مجرد حدث سياسي إنها لحظة قياس لوعي المجتمع. هي اللحظة التي يختبر فيها الوطن نفسه:

 

هل نصوت بالعاطفة أم بالعقل؟

 

هل نختار من يمثلنا أم من يشبه آمالنا؟

 

هل نبحث عن الأشخاص أم عن مشروع دولة؟

 

إن أخطر ما في الانتخابات ليس المنافسة بل قدرة الشعب على أن يقول:

 

“هذا صوتي ولن يكون للبيع ولن يكون لمن لا يعرف معنى الوطن.”

 

مستقبل مصر… فكرة تبدأ من الناس

 

إذا كانت الدول تبنى بالخطط، فإن الأمم تبنى بالناس. ومصر الآن أمام فرصة تاريخية لإعادة رسم مستقبلها من خلال مجتمع يعرف قيمته ويؤمن أن الوطنية ليست موقفا ظرفيا بل مسارا طويلا من العمل والوعي واليقظة.

 

فكل مواطن يذهب لصندوق الانتخابات وهو يدرك قيمة صوته.

 

وكل عامل يقدم جهده بإخلاص.

 

وكل شاب يرفض طريق اليأس ويصنع لنفسه بابا جديدا.

 

هؤلاء هم من يصنعون اقتصادا أقوى ووطنا أعمق ومستقبلا أوسع مما يتصوره الآخرون.

 

ولعل الفكرة التي لم تطرح من قبل هي أن مصر لا تنتظر المستقبل بل تصنعه من خلال مجتمع يعرف كيف يحمي وطنه ويقوي اقتصاده ويختار ممثليه بعقل مسؤول لا بقلب متردد.

 

وهكذا تظل مصركما كانت دائما قادرة على تحويل المجتمع إلى قوة والقوة إلى صناعة وطن والوطن إلى مستقبل لا ينتهي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock