متابعة / محمد نجم الدين وهبي
أفاد مصدر طبي بمقتل 25 شخصًا، اليوم الثلاثاء، في قصف جوي استهدف مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور في غرب السودان.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر اسمه، إنّ القصف الجوي الذي وقع عصر الثلاثاء أسفر عن مقتل 25 شخصا في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضدّ جيش السودان منذ أبريل/ نيسان 2023.
وقالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، إن أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من شمال دارفور وحدها في الفترة من أبريل/ نيسان 2024 إلى يناير/ كانون الثاني 2025.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بوقوع 95 حادثة في مختلف أنحاء شمال دارفور، أكثر من نصفها في الفاشر، خلال هذه الفترة.
وذكر تقرير للمنظمة أن «هذه الحوادث أدت إلى نزوح ما يقدر بنحو 605,257 فردا (121,179 أسرة)».
براميل متفجرة
من جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش باستخدام «البراميل المتفجرة» ضد المدنيين في عدة أحياء بمدينة نيالا.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء دارفور غرب السودان بما في ذلك نيالا، التي تقع على بعد 195 كيلومترا (121 ميلا) من الفاشر، عاصمة شمال دارفور المحاصرة وهي الولاية الوحيدة في المنطقة التي ما زالت تحت سيطرة الجيش.
وتعد مدينة الفاشر موطنا لنحو مليوني شخص كانوا تحت حصار قوات الدعم السريع منذ مايو/ أيار الماضي.
وشهدت المدينة بعضًا من أسوأ المعارك في الحرب، حيث يقاتل الجيش للحفاظ على موطئ قدمه الأخير في المنطقة.
المدنيون يدفعون الثمن
تأتي الهجمات في جنوب كردفان ودارفور وسط تكثيف القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم، حيث حقق الجيش السوداني تقدما ضد قوات الدعم السريع.
وفي الأسبوع الماضي، نجح الجيش في كسر حصار لمقره في العاصمة وفيلق الإشارة في الخرطوم بحري، اللذين حاصرتهما قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب.
وقُتل ما لا يقل عن 60 شخصًا وأصيب أكثر من 150 آخرين، يوم السبت، عندما قصفت قوات الدعم السريع سوقًا مزدحمًا في مدينة أم درمان التي يسيطر عليها الجيش، وهي جزء من الخرطوم الكبرى.
وأدت الحرب في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح أكثر من 12 مليون شخص وتدمير البنية التحتية الهشة في السودان، مما أجبر معظم المرافق الصحية على الخروج من الخدمة.
ومع تقدم الجيش السوداني في العاصمة، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أمس الإثنين، عن قلقه إزاء التقارير التي تحدثت عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة للمدنيين.
وقال إن «العديد من ضحايا هذه الحوادث ينحدرون في الأصل من دارفور أو مناطق كردفان في السودان»، داعيا جميع الأطراف إلى وقف القتال والعمل نحو تحقيق سلام دائم.
وأضاف دوغاريك أن النساء والأطفال والرجال السودانيين «يدفعون ثمن استمرار القتال من قبل المتحاربين».