فن وثقافة

يا ملكة وحشتيني.. سيمون تبكي القلوب بمنشور مؤلم في ذكرى وفاة والدتها

الكاتب والناقد الفني عمر ماهر

 أشعلت النجمة سيمون مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن نشرت منشورًا مؤثرًا ومبكيًا في ذكرى رحيل والدتها، لتعيد الجمهور معها إلى لحظة الفقد التي لا تُنسى، والجرح الذي لا يلتئم مهما مرت السنوات في انفراد خاص يمس القلب ويغلفه بالحزن والحنين.

كلماتها لم تكن مجرد حروف، بل كانت نبضًا موجوعًا يقطر ألمًا واشتياقًا، وكأنها تكتب بدموعها لا بقلمها، حين قالت: “يا ملكة وحشتيني.. يا أمي هو فيه غيرك أحبه، عمري ما هاوفي حقك، الله يرحمك 26/10/2014، يارب تكوني مرتاحة، ويرحمك يا أمي، النهاردة عيدك”، ثم أضافت بعفوية مشحونة بالعاطفة هاشتاجات أمي simone live التي لخصت بها كل ما لم تستطع الكلمات احتواءه .

المنشور حمل في طياته وجع السنين واشتياق الابنة التي لم يهدأ قلبها منذ رحيل أمها، فاختارت سيمون أن تفتح نافذة الذكرى في هذا اليوم لتخاطب روحها بكلماتٍ صادقة تُشبهها، مليئة بالحب والوفاء، فكانت كأنها تهمس لأمها في السماء: “يا ملكة.. وحشتيني”، لتتردد هذه العبارة في أذهان متابعيها وكأنها مرثية ناعمة، تبكي دون صوت، وتحكي عن وجع لا يُحكى.

وجاء المنشور من كلمات عبد الرحيم محروس ولحن محمد خيري، ليمنح الكلمات روحًا موسيقية حزينة تُشبه دقات قلب ابنة فقدت نصفها، وكأن سيمون لم تكتفِ بالكتابة، بل غنّت بألمها، لتُشعل بين السطور مشاعر كل من فقد أمًا أو عاش مرارة الغياب.

فكل جملة في كلماتها بدت كأنها تنهيدة طويلة، وكل كلمة كانت اعترافًا بالحب الذي لا ينتهي حتى بعد الموت.

تفاعل الجمهور معها بشكل واسع، فانهالت التعليقات بالدعوات بالرحمة والمغفرة لوالدتها، وبالرسائل المليئة بالتعاطف والدعم، مؤكدين أن الأم تظل هي النور الذي لا يُطفأ مهما غابت، وأن سيمون جسّدت في كلماتها وجع كل قلب فقد أمه.

بعض المتابعين كتبوا أن منشورها جعلهم يبكون دون قصد، لأن الصدق حين يُقال من قلبٍ موجوع يصل إلى قلوب الجميع بلا استئذان.

سيمون التي عرفها الجمهور ببهجتها وخفة ظلها وصوتها المختلف، ظهرت في هذا المنشور بوجهٍ آخر، وجه الابنة التي رغم شهرتها ونجاحها تبقى طفلة صغيرة تفتقد حضن أمها، تبحث عن دفءٍ لن يعود، وتناجي روحها في السماء.

لم يكن منشورها مجرد ذكرى سنوية، بل كان بوحًا مؤلمًا من قلبٍ لم ينسَ، ورسالة حب أبدية إلى الغائبة الحاضرة في كل لحظة من حياتها.

وربما أكثر ما جعل المنشور يلمس القلوب هو توقيته، فقد اختارت سيمون أن تكتب في يوم يوافق عيد أمها في السماء، لتؤكد أن الحب الحقيقي لا يموت، وأن الأم تبقى حية في ضحكة الابنة، في ملامحها، في ذكرياتها، وفي الدعاء الذي لا ينقطع كل ليلة قبل النوم.

هي لم تكتب لجمهورها فقط، بل كتبت لروح أمها وكأنها تراها وتحدثها وتخبرها كم اشتاقت إليها، لتُحول الحروف إلى دعاءٍ صادقٍ من قلبٍ ممتنٍ رغم الألم.

وفي النهاية، أثبتت سيمون بهذا المنشور أن النجوم مهما لمعوا يظلون بشرًا يحملون جروحًا لا تراها الكاميرات، وأن الأم تظل الحكاية الأجمل والأصعب في حياة أي إنسان، فهي البداية التي لا تُنسى، والحنان الذي لا يُعوض، والرحيل الذي لا يُشفى منه القلب.

سيمون لم تُبكِ جمهورها فقط، بل جعلتهم يشعرون أن لكل واحدٍ منهم “أمًّا” تسكن قلبه، وأن الفقد لا يُنسي الحب، بل يجعله أنقى وأعمق. رحم الله أم سيمون، وأسكنها فسيح جناته، وجعلها في سلامٍ كما كانت دائمًا مصدر سلامٍ لابنتها التي لا تزال تناديها حتى بعد الرحيل: “يا ملكة وحشتيني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock