
بقلم احمد شتيه
تحتفل مصر كل عام بذكرى يوم الشهيد في التاسع من مارس، تخليدًا لتضحيات أبطالها الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن. كما تحتفل بذكرى انتصار العاشر من رمضان، الذي يمثل أحد أعظم الانتصارات العسكرية في تاريخها الحديث.
ويتوافق الحدثان هذا العام حيث نحتفل بيوم الشهيد فى ٩ مارس وذكرى نصر العاشر من رمضان فى ١٠ مارس فى ظل الاحداث المتسارعة والمضطربة التى تمر بها المنطقة ووقوف مصر سد منيع ضد تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من ارضهم وسط ضغوط كبيرة يتصدى لها قائد شجاع يحمى امننا القومى ويحافظ على الوحدة العربية والقضية الفلسطينية
ويجمع هذان الحدثان بين معاني التضحية والنصر، ليؤكدا أن دماء الشهداء هي التي صنعت أمجاد الوطن.
يُعد يوم الشهيد مناسبة وطنية تُكرّم فيها مصر أبناءها الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحفاظ على أمنها واستقرارها. وقد تم اختيار 9 مارس تحديدًا ليكون يوم الشهيد، تخليدًا لذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أثناء زيارته للجبهة خلال حرب الاستنزاف عام 1969، حيث آثر أن يكون في الصفوف الأمامية بين جنوده حتى ارتقى شهيدًا.
تحل ذكرى العاشر من رمضان كل عام لتذكر المصريين بواحدة من أعظم لحظات الفخر في تاريخهم، حيث نجحت القوات المسلحة المصرية في تحقيق نصر أكتوبر المجيد عام 1973، والذي أعاد للأمة العربية كرامتها، ومهد لاستعادة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتى أهمية انتصار العاشر من رمضان
تحطيم أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر” بعد عبور القوات المصرية قناة السويس وتدمير خط بارليف المنيع.
وتأكيد قدرة الجيش المصري على استعادة حقوقه بالقوة، وإثبات كفاءة التخطيط العسكري المصري.
توحيد الجبهة العربية ودعم مصر من الدول العربية الشقيقة في معركتها ضد الاحتلال.
يتجلى الرابط بين يوم الشهيد وذكرى العاشر من رمضان في أن كل انتصار يحتاج إلى تضحيات، فدماء الشهداء التي سالت في حرب الاستنزاف وفي معركة أكتوبر كانت الأساس الذي بُني عليه هذا النصر العظيم. كما أن تضحيات الأبطال في معارك اليوم ضد الإرهاب والتحديات المختلفة تؤكد استمرار روح الفداء في وجدان المصريين.
يظل يوم الشهيد وذكرى انتصار العاشر من رمضان شاهدين على عظمة القوات المسلحة المصرية، ورسالة واضحة للأجيال القادمة بأن الأوطان لا تُبنى إلا بالتضحيات. إن تكريم الشهداء وتخليد ذكراهم واجب وطني، فهم الذين كتبوا بدمائهم صفحات المجد، ووهبوا أرواحهم ليبقى الوطن شامخًا وعزيزًا.