متابعة / محمد نجم الدين وهبي
أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الاثنين، أن القوات الإسرائيلية دمّرت، أمس الأحد، 23 مبنى عبر تنفيذ عدة هجمات متزامنة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك في إطار عملية العدوان الإسرائيلي منذ 21 يناير/كانون الثاني على مخيم ومدينة جنين بالضفة الغربية.
نقص حاد
وأكدت المنظمة في بيان لها، أن الحصار الناجم عن العملية العسكرية المستمرة أدى إلى نقص حاد في الإمدادات الحيوية، مشيرة إلى أن المنظمة دعمت مستشفى جنين بعشرة آلاف لتر من الوقود و800 ألف لتر من المياه، إضافة إلى توفير مستلزمات النظافة الصحية وتوزيع المواد الغذائية والفرشات في مخيمي جنين وطولكرم.
وأوضحت المنظمة، نقلاً عن وزارة الصحة الفلسطينية، أن العملية العسكرية التي استمرت أسبوعين أسفرت عن مقتل 50 فلسطينيًا على الأقل، بينهم طفلة تبلغ من العمر عامين. كما أدت إلى تهجير 20 ألف شخص في جنين وأكثر من 6 آلاف شخص في طولكرم، فيما تعرض 150 إلى 180 منزلاً لأضرار جسيمة.
تصعيد «غير مقبول»
وأشارت المنظمة إلى أن العنف تصاعد بشكل ملحوظ في الضفة الغربية منذ وقف إطلاق النار في غزة، لا سيما في جنين وطولكرم وطوباس.
وأكدت أن هذا التصعيد «غير مقبول»، وأنها، رغم القيود المفروضة على الحركة بسبب انعدام الأمن، تظل ملتزمة بالبقاء في الميدان وتقديم الدعم للسكان.
ووسع جيش الاحتلال نطاق عمليته التي أطلق عليها «الجدار الحديدي» من مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية إلى طولكرم، الواقعة إلى الشمال من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وزعم جيش الاحتلال أنه عثر على ما أسماه «البنية التحتية للإرهاب» في طولكرم، لكن سكان الحي هم الذين يتعرضون للاستهداف بصورة غير عادلة ومعاملة غير إنسانية.
حرب شاملة
واتهم المتحدث باسم رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، اليوم الإثنين ، جيش الاحتلال بـ«توسيع حربه الشاملة على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية».
وقال أبو ردينة في بيان نشرته وكالة «وفا» الفلسطينية، إن ذلك يهدف إلى «تنفيذ مخططات (إسرائيل) الرامية لتهجير المواطنين والتطهير العرقي»، محذرًا من خطورة هذه المخططات على مستقبل المنطقة برمتها.
وأضاف أبو ردينة أن «هذه السياسات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية أدت إلى استشهاد العشرات ومئات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى نسف مربعات سكنية كاملة في مخيمي جنين وطولكرم، ونزوح آلاف المواطنين، وتدمير هائل للبنية التحتية».
ودعا أبو ردينة إلى تدخل الإدارة الأميركية قبل فوات الأوان، لوقف الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب والأرض، الذي سيؤدي إلى تفجر الأوضاع بصورة لا يمكن السيطرة عليها، وسيدفع ثمنه الجميع.
وأكد أن «الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مخططات، سواء بالتهجير أو الوطن البديل، وتهديد شعبنا لن يكون مفيدا لأحد، بل سيؤدي إلى دمار واسع هنا أو في المنطقة، سواء أكان ذلك اليوم أو غدًا».
وشنت إسرائيل حملة عسكرية «واسعة النطاق» في جنين بعد أيام فقط من دخول وقف إطلاق النار لوقف القتال في غزة حيز التنفيذ الشهر الماضي، بزعم «القضاء على الإرهاب في جنين».