
بقلم: طارق فتحى السعدنى
ليست نظرة تشاءم بل هى حقيقة وأشار لها القرآن الكريم
فقد وصف قوم بني إسرائيل بصفات عدة،
من أبرزها نقض العهود وقتل الأنبياء. قال تعالى:﴿أَفكلما جَاءكم رسول بِما لا تهوى أَنفُسكم ٱستَكبَرتمْ ففرِيقا كذبْتمْ وفرِيقا تقتلونَ﴾ سورةالبقرة: الاية87.
يشير هذا النص القرآني إلى تاريخ طويل من الممارسات التي ترفض الحق و تتصدى له بقتل الأنبياء،
وهو أمر يكشف عن نزعة إلى نقض العهود والتمرد على أوامر الله. كذلك قال الله تعالى:
﴿وإِذ أَخذنا مِيثاقكم لا تسفكون دماءكم و لا تخرجون أَنفسكم من دِيارِكم ثمّ أَقررْتمْ وأَنتم تشهدون) سورة البقرة: الآية 84].
ومع ذلك، نقضوا هذا الميثاق وتمادوا في جرائمهم بحق الآخرين.
و يشهد التاريخ على خيانة بني إسرائيل وجرائمهم المتكررة.
ففي كل حقبة زمنية ظهر فيها نبي يحمل رسالة الله، وقفوا في وجهه بالتمرد والتكذيب،
بل وأقدموا على قتل بعض الأنبياء الذين أرسلهم الله هداية لهم.
لم يقتصر الأمر على الأنبياء، بل امتدت هذه النزعة إلى نقض العهود والمواثيق مع الأمم الأخرى.
من أبرز هذه الأحداث التاريخية ما حدث في عهد النبي محمد “صل الله عليه وسلم”، حيث خانت قبائل يهود بني قريظة وبني النضير العهود والمواثيق التي أبرموها مع المسلمين. في معركة الخندق،
وأظهرت حينها تعاون بني قريظة مع قريش رغم اتفاقهم على حماية المدينة مع المسلمين، مما أدى إلى خيانتهم الكبرى.
لا تأخذنا الفرحة بالاتفاق على وقف إطلاق النار
اليوم، ونحن نشهد ما يحدث في غزة،
نرى أن التاريخ يتكرر بشكل واضح. يعلن المحتل عن اتفاقيات لوقف إطلاق النار بينما يواصل عدوانه بشكل مستتر أو مباشر،
في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي.
لا ينبغي أن تخدعنا مثل هذه الاتفاقيات،
فهي مجرد استراتيجيات مؤقتة لتحقيق أهدافهم.
بينما يحتفل البعض باتفاقيات وقف إطلاق النار، نرى القصف يستمر بذرائع واهية، والأبرياء يدفعون الثمن.
لقد أظهرت التجربة أن هذا المحتل لا عهد له ولا أمان،
وأن وعوده تتهاوى أمام أطماعه التوسعية وأفعاله العدوانية.
إن من يتأمل التاريخ ويقرأ القرآن يدرك أن من وصفهم الله بصفات نقض العهود وقتل الأنبياء لا يمكن أن يُؤمن جانبهم.
لذلك علينا أن نبقى واعين ومتيقظين، لا تخدعنا شعاراتهم ولا وعودهم،
وندرك أن النصر يحتاج إلى صبر وثبات واستعداد دائم لمواجهة الغدر والعدوان.