مقالات وآراء

” الجولاني” من التشدد إلى لغة الخطاب الناعمة

جريدة الصوت

 

بقلم: محمد عادل موسى

من الجولاني الى احمد الشرع. في ظل الأحداث المتلاحقة التي شهدتها سوريا منذ قيام ثورات الربيع العربي برزت العديد من الأسماء التي أصبحت لاحقاً رموزاً للمشهد السياسي والعسكري في سوريا، ومن بين هذه الأسماء برز ” احمد الشرع” أو المعروف ب”أبو محمد الجولاني”. الذي لعب دورا محوريا كقائد لجبهة النصرة، التي كانت تعتبر الفرع السوري لتنظيم القاعدة والتي تحولت عام 2016 إلى «هيئة تحرير لشام» التي انفصلت عن تنظيم القاعدة، والتي أشار الشرع الى إمكانية حلها بعد إنجاز مهمتها بإسقاط نظام ” الأسد”.

كما خطى الشرع إلى العديد من التحولات منها خلعه للزي العسكري وارتدائه للملابس المدنية في إشارة منه أنه يمكن أن يكون قائدا سياسياً مدنيا، أو في إطار تقديم نفسه كمرشح للرئاسة السورية مستقبلا، مما يرتبط مع رفع اسمه من قوائم الإرهاب الدولي، حيث يحاول الشرع تحسين صورته من خلال استغلال لغة الجسد ومظهره، ليصبح شخصية سياسية تنال رضا الشعب السوري وتحظى بالدعم الأوروبي والأمريكي.

وفي رفضه لسياسات الانتقام والثأر، والدعوة الى التسامح والتعايش مع فلول النظام السابق، مع استخدام الأسلوب اللغوي والإعلامي المميز، واستخدامه للغة خطاب أكثر نعومة من اللغات المتعارف عليها من الجماعات الجهادية المتطرفة، كل هذا يغير النظرة الموجهة الى الشرع وجماعته في محاولتهم للتحول من أفكار التنظيمات الجهادية والأيديولوجية الدينية، فقد أشار الشرع في مقابلة له مع ” سي أن أن” أنه هو وجماعته مروا بمراحل تطور أدت الى تجاوزهم الأفكار الجهادية، التي كانت لدى تنظيم القاعدة والتي سبق وان أعلن الشرع انفصاله عنها، حيث أرجع الشرع الأمر الى تحولات يمر بها الانسان على مستويات عدة، مشيراً إلى الاختلاف بين الشخصيات لشخص في العشرينات من عمره عن شخص في الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمره، وكذلك الحال الى شخص في الخمسينيات من عمره… مرجحا الى أن الطبيعة البشرية متغيره.

كما اعتبر الشرع أن أفعال بعض الجماعات المتطرفة نتج عنها انقساما بين هيئته والجماعات الجهادية الأخرى، وقال إنه رفض بعض الممارسات التي قامت بها بعض المجاميع، وهو الأمر الذي أدى الى قطع علاقته بهم، نظرا لرفضه لتلك الممارسات، وخاصة الهجوم على المدنيين التي ذكر أنه يرفضها ولم يشترك فيها.

ولا ينبغي التغافل عن التجارب التي مرت بها هذه التنظيمات والتي أكسبتها خبرات وتجارب بجانب خبراتها العسكرية والقتالية، ومع تحولها من خطاب الجماعة التكفيرية إلى خطاب الدولة المؤسساتية المسؤولة، فإنه ينبغي توجيه تركيزها على الداخل السوري ومسؤولياته، وذلك من خلال التحول من الفكر الجهادي التقليدي وفكرة عالمية الجهاد التي أدت الى الدخول في معارك مفتوحة مع معظم دول العالم، وهو ما أثر سلبا على هذه التنظيمات، ويحاول الجيل الثالث من الجهاديين تفاديه مستغلا تجارب الجيلين السابقين: الأفغاني والعراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock