#فيفى سعيد محمود
إن ما نشهده اليوم من محاولة للتهجير القسري وانتهاك لحقوق الشعوب، وخاصة في فلسطين،
هو جريمة مكتملة الأركان تعكس أطماع المحتل في طمس الهوية وسرقة الحق الأصيل في الأرض والوجود.
إن الاحتلال ليس مجرد استيلاء على الأرض بالقوة، بل هو محاولة لإبادة ذاكرة الشعوب وإخضاعها لهيمنته تحت ذرائع واهية،
منها المساعدات ولقمة العيش، وكأن الحق في الحياة والكرامة
يصبح مشروطًا بالاستسلام والخضوع!
لقد أثبت التاريخ أن الاحتلال مهما طال أمده، فإنه زائل،
وأن الشعوب الحرة لا تنكسر مهما مورست عليها أشد أنواع القهر والاضطهاد.
وما يحدث في فلسطين اليوم هو امتداد لسياسات استعمارية تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين،
متجاهلة كل القوانين والأعراف الدولية التي تجرم التهجير القسري والاستيطان غير الشرعي.
إننا نرفض رفضًا قاطعًا كل أشكال الاحتلال والاستيطان،
كما نرفض أي محاولات لفرض الهيمنة على الشعوب وسلبها حقوقها تحت مسميات المساعدات أو الضغوط الاقتصادية.
إن لقمة العيش التي تُمنح مقابل التفريط بالكرامة ليست معونة، بل هي وسيلة ابتزاز رخيصة تستهدف إضعاف إرادة الشعوب.
إن المقاومة الحقيقية لا تكمن فقط في السلاح، بل في التمسك بالحقوق، وتعزيز الهوية،
ومواصلة الكفاح السياسي والإعلامي والدبلوماسي لفضح ممارسات المحتل أمام العالم. كما أن دعم القضية الفلسطينية لا يقتصر على الفلسطينيين وحدهم، بل هو واجب على كل أحرار العالم الذين يؤمنون بالعدل والإنسانية.
لا لتهجير أصحاب الأرض، لا لخنق الشعوب وابتزازها بلقمة العيش، لا لفرض الهيمنة ونهب الحقوق. سيظل صوت الحق عاليًا، ولن يسقط حق وراءه مطالب.
فنحن ها هنا شعبا وحكومة بملء الفم لا وألف لا للذل والهوان وفرض السيطرة علينا نحن وراء قائدنا ولن نحيد عن الحق حتى وإن كان الثمن أقواتنا.