مقالات وآراء

رضينا بالهم

جريدة الصوت

 

كتب : أشرف محمد جمعة

تاتينا الأمثال الشعبية الأصيلة غالباً بحصيلة خبرات القدامى الذين سبقونا بخبراتهم وناتج معاركهم اليومية مع الحياة ومن هذه الأمثلة مثل قديم ورصين نعرفه جميعا وهو (رضينا بالهم والهم ما رضيش بينا ).

وهنا يقصد قائله أنه رضي بأقل الأشياء وأبسط ها والتي لم يكن قبل ذلك ليقبل بها، إلا أن هذا الشيء لم يرضى بصاحبنا على الرغم أن الحياة لا تتوقف على شخص وأنه أيضاً لا يتوقف على شيء مثلها.

فالحياه بنا تسير وبغيرنا ايضا تسير فالبدائل من سنن الله عز وجل في هذا الكون ورغم قدم هذا المثل انه حتى الان حي يتحرك امام اعيننا فقد تذكرته عندما قابلني صديق قديم.

هذا الصديق كان يعمل بحقل التعليم واحيل الى التقاعد مؤخرا ووجد انه امام مشكله كبرى وهي وقت كبير من الفراغ لا يجد ما يشغله به فاشار عليه المقربون ان يعمل معلما باحد المدارس القريبه من منزله بالحصه يستفيد ماديا ويشغل وقت فراغه وهو مجال ليس جديد عليه.

فاخبرته انها فكره جيده وبالفعل توجه الى الاداره التعليميه التابعه للمنطقه التي يعيش فيها الا انهم وضعوا امامه العراقيل والحواجز ولابد ان تكون حاصلا على كذا وكذا ودبلومه في كذا بتقدير كذا وكان رده يا جماعه انا كنت واحد منكم من فتره بسيطه.

ولكن هذا لم يشفع له فقال لهم اذا اعمل تطوعا اي معلما بلا مقابل ( ببلاش ) وحدد لهم المكان الذي يريده بالقرب من محل سكني حتى لا يتحمل عناء المواصلات وتكاليفها وهذا ايضا رفضوا فالموجه العام الذي بيده الموافقه والرفض في اكثر المواد احتياجا اخبره انهم ليسوا ليس ليس لديهم عجز.

وعلى الفور تذكرت صديقا ما زال يعمل بالتعليم وسالته هل تعاني التربيه والتعليم عجز في المعلمين فضحك ضحكه ساخره وقال لي منذ بدايه التسعينات والتربيه والتعليم بها عجز ويزداد عاما بعد عام لان من يخرج الى المعاش لا يتعين مكانه احد.

وهنا اخذ نفس نفسي اسال سؤالا ضروريا لماذا لا يستفيدون من هذه الخبرات؟ وبصفه خاصه ممن يعملون بنفس المجال ولماذا المسؤول الكبير يكذب هل هذه تعليمات لديهم لا تعيينات لا عقود ولا عمل بالحصه ولا حتى تطوع ؟

انها معادله فيثاغورثيه لا استوعبها ولا افهمها اصلاح حال التعليم يا ساده يبدا بسد العجز ودمج الشباب مع اصحاب الخبره وليس فقط مباني بها دهانات جديده واجهزه حديثه وتغيير اسم الشهاده من الثانويه العامه الى البكالوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock