مقالات وآراء

توجيهات الرئيس السيسي بضبط الدراما المصرية: خطوة لترسيخ الهوية الوطنية

جريدة الصوت

بقلم احمـــد شتيــه

اثارت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى حول ضبط الدراما المصرية ردود فعل ايجابية داخل المجتمع المصرى كبداية لاعلاء القيم المجتمعية ،ففي ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية التي يشهدها المجتمع المصري، تأتي توجيهات الرئيس بشأن ضبط الدراما المصرية كخطوة هامة نحو تعزيز القيم الإيجابية، وترسيخ الهوية الوطنية، والتصدي للمحتوى الذي قد يسيء إلى المجتمع. هذه التوجيهات ليست مجرد تدخل في مجال الفن، بل هي دعوة إلى تحقيق التوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية الاجتماعية للإنتاج الفني.

وتُعد الدراما المصرية من أقوى الوسائل الإعلامية تأثيرًا على الجمهور، حيث تسهم في تشكيل الوعي العام، وتعكس قضايا المجتمع، وتؤثر على سلوك الأفراد، خاصة الشباب. ومع التطور السريع في صناعة الدراما، ظهرت بعض الأعمال التي تروج للعنف والجريمة، وتقدم محتوى قد يكون بعيدًا عن قيم المجتمع المصري الأصيل. من هنا، جاءت توجيهات الرئيس السيسي لضبط المحتوى الدرامي بما يخدم المجتمع ولا يضر به.

تسعى توجيهات الرئيس إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من أبرزها:

1. تعزيز القيم الأخلاقية والمجتمعية: التأكيد على ضرورة تقديم محتوى يعزز الأخلاق والقيم الإيجابية، ويبتعد عن المشاهد غير اللائقة أو التي تشجع على العنف والانحراف.

2. إبراز القضايا الوطنية والمجتمعية: تشجيع الدراما على تقديم قصص مستوحاة من الواقع المصري، تسلط الضوء على الإنجازات الوطنية، وتعرض نماذج إيجابية من المجتمع.

3. دعم الهوية الوطنية: التأكيد على أهمية الحفاظ على الثقافة المصرية، وتقديم أعمال درامية تبرز التراث والتاريخ المصري العريق.

4. تقنين المحتوى بما يتوافق مع مصلحة المجتمع: وضع معايير تضمن أن يكون المحتوى الدرامي هادفًا، وموجهًا بشكل يعكس صورة إيجابية عن المجتمع المصري.

على الرغم من أهمية هذه التوجيهات، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه تنفيذها، مثل:

التوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية المجتمعية، حيث يرى البعض أن فرض قيود على المحتوى قد يحد من حرية التعبير الفني.

مواجهة السوق المفتوح، حيث أن المشاهدين لديهم خيارات متعددة من الأعمال الدرامية العالمية والعربية، مما يجعل المنافسة شرسة.

ضرورة دعم الإنتاج الجيد، فإنتاج محتوى هادف يتطلب توفير ميزانيات مناسبة، وتشجيع الكتّاب والمخرجين على تقديم أعمال ذات قيمة

وتتحمل الجهات المنتجة للدراما، وكذلك المؤسسات الإعلامية، مسؤولية كبيرة في تحقيق رؤية الدولة فيما يتعلق بضبط المحتوى الدرامي. ومن هنا، يمكن اتخاذ عدة خطوات لدعم هذه الجهود، مثل:

تشجيع الإنتاجات الفنية التي تتناول قضايا مجتمعية هادفة.

تقديم ورش عمل ودورات تدريبية للكتّاب والمخرجين حول أهمية الالتزام بالمعايير الأخلاقية في الدراما.

تعزيز دور الرقابة الإيجابية التي لا تعيق الإبداع، بل توجهه نحو تقديم محتوى أكثر فائدة للمجتمع.

إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ضبط الدراما المصرية ليست تقييدًا للإبداع، بل هي دعوة لتقديم محتوى راقٍ يعكس روح المجتمع المصري وقيمه النبيلة. فالفن أداة قوية للتأثير، ويجب استغلالها في نشر الوعي، وتعزيز الهوية، وبناء مجتمع أكثر وعيًا وثقافة. ومن خلال التعاون بين الدولة والمؤسسات الفنية والإعلامية، يمكن تحقيق توازن يضمن حرية الإبداع مع الحفاظ على القيم الأخلاقية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock