مقالات وآراء

استراتيجية إسrائيل الأمنية الجديدة في منطقتنا

بعد أن كانت استراتيجية إسrائيل قبل طوفان الأقصى تقوم على التفوق العسكري على جميع دول المنطقة كخيار استراتيجي لضمان أمنها وقدرتها على فرض سياسة الهيمنة على تلك الدول، نجدها اليوم تتبع سياسة جديدة تقوم على التدخل العسكري المباشر في ضرب أي قوة إقليمية تشكل تهديداً لها، إلى جانب تشجيع الصراعات الإثنية والقومية والمذهبية وخاصة في سوريا ولبنان بحجة أنها تريد حماية تلك الإثنيات من شركائها في الوطن، وهذا زعم عارٍ عن الصحة تماماً وبعيد كل البعيد عن الحقيقة، يبدو ذلك جلياً لأي متابع لكيفية تعامل إسrائيل مع الشعوب التي تعيش تحت سيطرتها، ويلاحظ المرء بشكل لا تخطئه العين زيف هذه الادعاءات، فهي لا تعامل الإثنيات غير اليهودية بنفس طريقة معاملة اليهود، بل إن التمييز السافر والعنصرية المقيتة بين اليهود أنفسهم في إسrائيل أصبحت جلية زادت واستفحلت مع قدوم موجات من هجرات اليهود، الأمر الذي يكشف الحججالواهية التي يسوقها الكيان الصهيوني بأنه يريد حماية بعض الإثنيات في المنطقة، ويؤكد في ذات الوقت أن هدفه الأول والأخير هو إقامة المشروع الصهيوني الذي وُجِدَتْ إسrائيل من أجله ألا وهو إسrائيل الكبرى، ولطالما كان سبيل الكيان الصهيوني إلى ذلك استمرار تدخله العسكري المباشر سواء في سوريا أو لبنان أو أي دولة أخرى في المنطقة، سيما وأن الوضع الأمني لهذه الدول هشٌّ ومتهالك علاوة على الصراعات الدائرة بين تلك الدول من خلال الحروب العبثية التي دارت ولا تزال تدور فيما بينها بتشجيع ودعم من أميركا إسrائيل اللتين تحرصان على أن لا يسود في هذه المنطقة أي استقرار من شأنه أن يحقق تنمية أو تعاوناً بين شعوبها، وكلنا يتذكر “فضيحة ايران جيت”.

إن أمام دول المنطقة وشعوبها الآن فرصة لإعادة التفكير في الصراعات الإثنية والطائفية فيها وفيما بينها والنظر في كارثية النتائج التي جلبتها لها،وتقييم تلك النتائج لاستخلاص العبر وبناء الدولة الوطنية التي تقوم على معيار الوطنية والترفع عن جميع الانتماءات الأخرى.

                                              

المستشار/  أسعد محمود الهفل

عادل سعد عبيد

رئيس مجلس إدارة شبكة الصوت الإخبارية ورئيس تحرير موقع وجريدة الصوت المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock