
بقلم: طارق فتحي السعدني
تتواصل الأوضاع في قطاع غزة في التدهور بشكل خطير في ظل التصعيد العسكري المستمر بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، مما يعمق الأزمة الإنسانية في المنطقة.
في الأيام الأخيرة، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن توسيع نطاق عملياتها العسكرية في بعض مناطق غزة، وهو ما أسفر عن سقوط مزيد من الضحايا المدنيين، فضلاً عن تدمير بنية تحتية أساسية في القطاع الذي يعاني أصلاً من حصار محكم على مدار سنوات.
العمليات العسكرية الإسرائيلية تتضمن غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع في غزة، تقول إسرائيل إنها تابعة لحركة حماس والفصائل المسلحة الأخرى. وقد تم تدمير العديد من المباني السكنية والمنشآت الحيوية، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، فيما تعيش الأسر الفلسطينية في حالة من الذعر المستمر بسبب القصف المتواصل.
من جانب آخر، يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل غير مسبوق في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي. تعاني المستشفيات والمرافق الصحية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يعرقل تقديم الرعاية اللازمة للجرحى. كما يشهد القطاع نقصاً حاداً في المواد الغذائية والمياه، في حين يزداد انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، ما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان.
وفقاً لتقارير منظمات حقوق الإنسان، يقترب قطاع غزة من حافة الكارثة الإنسانية، في وقت تعجز فيه المنظمات الإنسانية عن توفير الدعم الكافي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان. وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تبذل جهوداً حثيثة لتقديم المساعدات، ولكن القدرة على تلبية احتياجات السكان تبقى محدودة. وتزايدت المخاوف من حدوث مجاعة في القطاع في حال استمرار تصعيد الأوضاع.
على الصعيد السياسي، أثار التصعيد في غزة موجة من القلق الدولي. فقد دعت العديد من الحكومات والمنظمات الدولية إلى ضرورة وقف إطلاق النار فوراً والعودة إلى طاولة المفاوضات، في حين يواصل المجتمع الدولي دعوته لجميع الأطراف إلى تجنب التصعيد الذي يهدد بتحويل الأزمة إلى كارثة إنسانية شاملة.
وفي المقابل، تواصل إسرائيل تأكيد الحاجة إلى حماية أمنها الوطني من الهجمات الصاروخية المتواصلة من غزة، بينما تصر السلطات الفلسطينية على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية وإيجاد حلول سلمية دائمة تستند إلى حقوق الفلسطينيين.
من جانب آخر، تشير بعض المصادر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد يزور الولايات المتحدة في الأيام المقبلة لبحث تطورات الوضع في غزة مع الإدارة الأمريكية، والعمل على التنسيق بشأن خطوات محتملة لاحتواء التصعيد العسكري في المنطقة.
تستمر الأوضاع في غزة في التدهور السريع، ما يزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين في ظل الهجمات العسكرية المستمرة والحصار المفروض على القطاع. ومع تزايد الوضع الإنساني تعقيدًا، يبقى الأمل في تحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف التصعيد والعمل على إيجاد حلول سلمية تساعد على تخفيف المعاناة ومنع حدوث كارثة إنسانية لا يمكن تداركها.