بقلم احمد شتيه
باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى
أثارت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدول الخليج العربي في مايو 2025 جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية، حيث تباينت ردود الفعل بين مؤيدين يرون فيها تعزيزاً للتحالفات الاقتصادية والسياسية، ومعارضين يعتبرونها خطوة مثيرة للجدل قد تؤثر سلباً على استقرار المنطقة.
الزيارة أسفرت عن توقيع صفقات اقتصادية ضخمة، أبرزها التزام السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، تشمل صفقات دفاعية بقيمة 142 مليار دولار، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
كما أعلنت قطر عن نيتها شراء طائرات بوينغ بقيمة 200 مليار دولار، مما يعكس رغبة دول الخليج في تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة.
أعلن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشراع عن استعداده للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مما يمثل تحولاً كبيراً في السياسة السورية، ويعزز جهود السلام في المنطقة.
كما دعا ترامب قطر إلى استخدام نفوذها للتأثير على إيران لتقليص برنامجها النووي، مما يشير إلى رغبة الولايات المتحدة في إشراك دول الخليج في جهود تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وتباينت وسائل الإعلامية الأمريكية فى تغطيتها للحدث بين الانتقاد والتحفظ تناولت وسائل الإعلام الأمريكية الزيارة بنبرة نقدية، مركزة على الجوانب المثيرة للجدل، مثل قرار ترامب برفع العقوبات عن سوريا بعد لقائه بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشراع، الذي كان مرتبطاً سابقاً بتنظيم القاعدة، مما أثار قلقاً في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية.
وأبرزت عناوين الصحف الأمريكية والغربية زيارة ترمب للمنطقة فى صدر صفحاتها بتباين
“اكسيوس”ترامب يطلق مبادرة دبلوماسية مذهلة في الرياض”
سلطت الضوء على رفع العقوبات عن سوريا، واللقاء مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشراع، وصفقات استثمارية ضخمة مع السعودية.
“اسوسشيد برس “ترامب يلتقي بالرئيس السوري المؤقت، في أول لقاء بين زعيمي البلدين منذ 25 عامًا”
تناولت اللقاء التاريخي بين ترامب والشراع، مشيرة إلى خلفية الشراع المرتبطة بتنظيم القاعدة، وإعلان ترامب عن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا.
“التايم” الرئيس السوري يتعهد بالسلام مع إسرائيل قبل إشادة ترامب”
أبرزت تعهد الشراع بالانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتأكيده على عدم تحدي سيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
“نيويورك بوست “بوينغ تبرم صفقة ضخمة مع قطر وسط جدل حول خطة ترامب لقبول طائرة من الإمارة”
تناولت صفقة شراء قطر لـ160 طائرة بوينغ بقيمة 200 مليار دولار، والجدل حول نية ترامب قبول طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار من قطر.
“بى بى سى” تفاؤل وعدم يقين مع ترقب الشرق الأوسط لعودة ترامب”
ناقشت الترقب في الشرق الأوسط لزيارة ترامب، مشيرة إلى أن دول الخليج ترى فيه قوة للاستقرار، على عكس المخاوف الأوروبية من عدم قابليته للتنبؤ.
وفى المقابل رحبت وسائل الإعلام العربية بالزيارة، معتبرة إياها فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة.
صحيفة “الشرق الأوسط” أشادت بالصفقات الاقتصادية التي أبرمها ترامب مع السعودية، والتي شملت استثمارات بقيمة 600 مليار دولار، معتبرة إياها دفعة قوية للاقتصاد السعودي.
أما صحيفة “الرياض” فركزت على الدور السعودي المتنامي كوسيط دبلوماسي، مشيرة إلى استضافة الرياض لمحادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس حول مستقبل أوكرانيا، مما يعكس الثقة الدولية في الدور السعودي.
“الشرق الأوسط: “السعودية تستضيف محادثات أمريكية روسية حول أوكرانيا”
أبرزت دور السعودية المتنامي كوسيط دبلوماسي، واستضافتها لمحادثات بين مسؤولين أمريكيين وروس حول مستقبل أوكرانيا.
” عرب نيوز “صفقة سعودية أمريكية بقيمة 600 مليار دولار تعزز التحالف الاقتصادي”
سلطت الضوء على الصفقات الاقتصادية التي أبرمها ترامب مع السعودية، والتي شملت استثمارات بقيمة 600 مليار دولار.
” داون: “القادة العرب يجتمعون في الرياض لمواجهة خطة ترامب بشأن غزة”
تناولت اجتماع القادة العرب في الرياض لمناقشة خطة ترامب لإعادة تطوير غزة، والتي تقضي بإعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى، وهو ما قوبل برفض عربي واسع.
” الاقتصادية: “ترامب يعلن عن صفقة طائرات بوينغ بقيمة 200 مليار دولار مع قطر”
أبرزت توقيع قطر صفقة تاريخية مع بوينغ لشراء 160 طائرة، مما يعكس تعزيز العلاقات الاقتصادية بين قطر والولايات المتحدة.
زيارة ترامب لدول الخليج شكلت محطة مهمة في العلاقات الأمريكية الخليجية، حيث أسفرت عن صفقات اقتصادية ضخمة وخطوات نحو تعزيز السلام الإقليمي. ورغم الترحاب العربي، أثارت الزيارة جدلاً في الأوساط الأمريكية، مما يعكس التباين في الرؤى حول سياسات ترامب في الشرق الأوسط.
