زكريا الشيخ أحمد
الشعر لا يبدأ كنص ، بل كاهتزاز داخلي.
كأن شيئا فيك يُكسر أو يضيء أو لا يعرف
كيف يخرج…
فيأتي الشعر كنافذة، كصرخة، كنجاة.
لكنك كلما كتبته، وجدتَ نفسك تمعن
في الغوص ، لا في الخروج.
كأنك ظننت أن القصيدة ستخلصك
فإذا بها تكشفك.
تظن أنك تكتب عن الحزن ثم تكتشف
أنك كنت تكتبه بحروفك.
فهل الشعر قاتل أم منقذ؟
هو كلاهما.
ينقذك من الصمت ، لكنه لا ينقذك من نفسك .
يمنحك جمالاً في التعبير، لكنه لا يخفف
ثقل الشعور.
أحياناً يتركك أكثر انكشافاً و أشدّ تعباً
و أحياناً ينقذك ببيت واحد أو جملة واحدة كأنك خرجت من عاصفة.
و هل هو مؤلم؟
جداً …
لكنه الألم الذي نختاره لنفهم أنفسنا.
الشعر لا يُسكّن الجرح ، بل يُعرّيه ثم يحيله شيئاً نراه…
نلمسه…
و ربما نحبّه لأننا أخيرا فهمناه.
في النهاية يا صاحبي من يتورط بالشعر…
لا يشفى منه….
لكنه ربما …
لا يريد الشفاء
زر الذهاب إلى الأعلى