
كتبت منى توفيق
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع دفاعي ضخم يحمل اسم “القبة الذهبية”، بتكلفة تتجاوز 175 مليار دولار، يشمل تطوير ونشر منظومة صاروخية متقدمة في البر والبحر والفضاء، بهدف حماية الولايات المتحدة من التهديدات الخارجية، بما فيها الهجمات الصاروخية العابرة للقارات أو الفضائية.
وجاء الإعلان الرسمي خلال مؤتمر صحفي عقده ترامب في البيت الأبيض بتاريخ 20 مايو 2025، حيث كشف عن تخصيص 25 مليار دولار كتمويل مبدئي للمشروع، مؤكدًا أن القبة الذهبية ستدخل حيز التشغيل خلال ثلاث سنوات.
وقال ترامب: “وعدت خلال حملتي الانتخابية ببناء درع صاروخية متقدمة، واليوم نخطو أول خطوة فعلية في هذا الاتجاه”، مشيرًا إلى أن النظام سيكون قادرًا على اعتراض الصواريخ سواء أُطلقت من الأرض أو من الفضاء.
قيادة المشروع وتوسّع محتمل
سيُشرف على تنفيذ المشروع الجنرال مايكل غيتلاين من قوة الفضاء الأمريكية، بينما أبدت دول حليفة – مثل كندا – اهتمامًا بالانضمام إلى المنظومة الجديدة لتعزيز قدراتها الدفاعية.
ويشمل المشروع استخدام تقنيات الجيل القادم، مثل أجهزة استشعار فضائية وصواريخ اعتراضية تُنشر في مواقع استراتيجية على الأرض وفي الفضاء. كما تهدف المنظومة للتصدي لصواريخ كروز، والصواريخ البالستية، والصواريخ فرط الصوتية، سواء كانت تقليدية أو نووية.
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن النظام سيتعامل مع الهجمات عبر أربع مراحل: بدءًا من رصد الصواريخ قبل الإطلاق، ثم اعتراضها بعد الإطلاق مباشرة، وصولاً إلى مرحلة التحليق، وانتهاءً بتدميرها قبيل الوصول إلى الهدف.
الصين تحذر وروسيا تراقب
ردود الفعل الدولية لم تتأخر، حيث نددت الصين بالمشروع، واعتبرته تهديدًا للاستقرار العالمي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ: “نحض الولايات المتحدة على التوقف عن تطوير هذا النوع من الأنظمة، لما له من تأثير سلبي على الأمن العالمي”.
من جانبها، وصفت روسيا المشروع بأنه “شأن أمريكي سيادي”، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن “التطورات الأخيرة تتطلب استئناف الحوار بين موسكو وواشنطن لضمان الاستقرار الاستراتيجي”.
وكانت كل من موسكو وبكين قد شبّهتا المبادرة الجديدة بمشروع “حرب النجوم” الشهير خلال فترة الحرب الباردة، محذرتين من تحول الفضاء إلى ميدان صراع مسلح.
تحديات التمويل والتطبيق
تقرير صادر عن مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي قدّر تكلفة الصواريخ الاعتراضية وحدها ما بين 161 و542 مليار دولار خلال عقدين. في حين قالت مجلة بوليتيكو إن الكونغرس سيحتاج إلى توفير 150 مليار دولار إضافية خلال العامين المقبلين لتنفيذ رؤية ترامب بالكامل، وهو ما يشكل تحديًا ماليًا كبيرًا لإدارته.
ويُذكر أن قاعدة بيتوفيك الواقعة في شمال غرب غرينلاند – التي كانت سابقًا تابعة لسلاح الجو الأمريكي – أصبحت الآن ضمن منظومة قوة الفضاء الأمريكية، في إطار توسع المشروع وتطوير بنيته التحتية