
بقلم ـ شيرين جابر
تُعد مرحلة الثانوية العامة من أهم المحطات التعليمية في حياة الطالب، كونها تشكل البوابة الأساسية نحو التعليم الجامعي، بل وتحدد بشكل كبير مستقبل الطالب الأكاديمي والمهني. ومع هذا الدور المحوري، يجد الطلبة أنفسهم في مواجهة معركة نفسية و جملة من التحديات والعراقيل ، التي لا تقتصر فقط على صعوبة المواد الدراسية، بل تمتد لتشمل عوامل نفسية، اجتماعية، واقتصادية.
ضغوط نفسية
يعيش طلاب الثانوية العامة تحت ضغط نفسي كبير، ناتج عن التوقعات العالية من الأهل، والمعلمين، والمجتمع ككل. فالكل يضع هذه المرحلة في خانة “المصير”، مما يولد توترًا مستمرًا، فمصير الطالب تحدده ورقة
عبء المواد الدراسية وكثافتها،
فمن التحديات الكبرى التي يواجهها الطلاب، كثافة المنهج الدراسي، وضيق الوقت المخصص للمراجعة وضيق الوقت المحدد للإجابة عن الامتحان .
فالمواد خاصة العلمية منها، تتطلب فهمًا عميقًا وتدريبًا متكررًا، في ظل جدول دراسي مزدحم هذا العبء يؤدي في كثير من الأحيان إلى إرهاق ذهني وجسدي لدى الطلبة.
ضعف البنية التحتية والدعم
في العديد من المدارس، لا يحصل الطلاب على الدعم الكافي الأمر الذي يضطر الكثير منهم للجوء إلى الدروس الخصوصية، ما يضيف عبئًا ماليًا على الأسرة.
العوامل الاقتصادية والاجتماعية
فهناك عوامل اقتصادية تلعب دورًا كبيرًا في تجربة الطالب فالأسر ذات الدخل المحدود تجد صعوبة في توفير مستلزمات التعليم،مابين دروس خصوصيةوكتب خارجية ومذكرات.
كما أن التفاوت في جودة التعليم بين المدارس الحكومية والخاصة يكرس حالة من عدم المساواة التعليمية.
غياب التوجيه المهني
فمن الملاحظ أن الكثير من الطلبة يخوضون هذه المرحلة دون فهم واضح لتخصصاتهم المستقبلية أو ميولهم الفعلية، ما يجعل اختيار التخصص الجامعي عشوائيًا، ومبنيًا في كثير من الأحيان على المجموع لا على الرغبة
في الختام.
إن الثانوية العامة ليست فقط سنة دراسية بل مرحلة انتقالية حساسة تتطلب تكاتف الجهود من جميع الأطراف: وزارة التعليم، المدرسة، الأسرة، والإعلام، فكونوا داعمين لأبنائنا لا عبئًا عليهم. فنجاح هذه المرحلة لا يجب أن يقاس فقط بدرجات الامتحان، بل بإعداد طالب يواجه المستقبل بثقة وقدرةوإيمان.