صحف وتقارير

سمير الاسكندراني .. فنان خدمته الصدف في خداع الموساد

جريدة الصوت

هناء الصغير

ولد الفنان سمير الاسكندراني فى حى الغورية بالقاهرة و لُقب بالاسكندرانى حبا بعروس المتوسط .. ولكن ليس لقوة صوتة ولا ابداعة الفنى سواء فى الرسم او الموسيقا او حتى عائلته االتى اشتهرت بصناعة وزخرفة الاثاث .. ولكن اشتهر بسبب شجاعته وقوة شخصيتة التى استطاع ان يخدع الموساد الاسرائيلى ويتسبب فى اقالة مدير الموساد وليس هذا فحسب ولكن بسببة تفككت اكبر واقوى شبكة جاسوسية فى مصر وتم القبض على اطرافها ..

الزمان .. أوائل ستينيات القرن الماضي، لم يكن أحد يتخيل أن شابًا مصريًا موهوبًا في الغناء، وسيم الطلّة، اسمه ( سمير الإسكندراني) ، سيصبح أحد أبطال العمل الاستخباراتي ضد إسرائيل.

لم يكن دخوله عالم التجسس نتيجة خطة مُسبقة، بل سلسلة من المصادفات التي بدأت في قلب مدينة روما، وانتهت بفضح أخطر شبكات التجسس الإسرائيلية في مصر.

كان (سمير ) يدرس الفن واللغة الإيطالية هناك، وكان من القلة البارزة لذلك منحتة ايطاليا منحة دراسية كبيرة فى ذلك التوقيت كان يتنقل بين الحفلات والسهرات، ويتمتع بشخصية ساحرة لفتت الأنظار إليه بسرعة، لدرجة أن أحد اليهود المرتبطين بالموس-اد ويدعى (سليم )(وكان يحمل جوازًا امريكيا ايضا ) حاول تجنيده بعد مراقبة تحركاته، مقدمًا له عرضًا غامضًا بالتعاون مقابل المال.

كانت البداية واحاديث حول ديكتاتورية ( جمال عبد الناصر ) وهنا ادرك الشاب ( سمير ) انه ليس امام شخصية عادية فاشتعلت الفكرة فى راسة ، وقرر ان يخوض اللعبة للنهاية .

وتذكر كل حصيلة الروايات والمغامرات التى كان يعشقها .

لم يكن (سليم) يعلم أن (سمير) ابن لعائلة وطنية، وأن والده كان صديقًا للزعيم سعد زغلول، وأن دم الوطنية يجري في عروقه ، وانه مستحيل ان يخون وطنه ، ولو بكنوز الارض .

عاد (سمير الإسكندراني) إلى مصر فورًا، لكنه لم يصمت، حاول مرارا وتكرارا الوصول الى الرئيس ( جمال عبد الناصر ) ولكن دون جدوى ، جاءت الصدفة الية ، فهناك ضابط مخابرات هو زبون دائم لدى محل الاثاث الخاص بابية ، قرر ( سمير ) ان يطلب منه مقابلة الزعيم لامر خطير ، وقد كان. اتجه مباشرة بعدها وتم القاء مع الزعيم الراحل ( جمال عبد الناصر ) الذى استمع الية جيدا كاب يصغى الى ابنة ، وطلب منه يتوجه الى مبنى المخابرات ويستمع لارشادات ( صلاح نصر ) شخصيا .

وتوجه إلى المخابرات العامة المصرية. وهناك بدأ فصل جديد في حياته، حين عرض على الضباط ما حدث معه في روما. وبعد فحص دقيق ومداولات، قرر الجهاز توظيفه في عملية معقدة عنوانها (نخترق من يحاول اختراقنا) .

أُعيد (سمير ) إلى روما مرة أخرى، ولكن هذه المرة عميلًا مزدوجًا، يتظاهر بالتعاون مع الموس-اد، بينما ينقل كل ما يُطلب منه بالتفصيل إلى المخابرات المصرية. استمرت العملية قرابة عامين، وأثمرت عن اكتشاف شبكة كاملة من الجواسيس الإسرائيليين في مصر، أبرزهم الجاسوس الخطير (إبراهيم شفيق) ، الذي كان في موقع حساس داخل احدى مؤسسات الدولة.

(سمير) لم يكن مجرد ناقل معلومات، بل لعب دورًا تمثيليًا متقنًا، وقدّم نفسه كمغنٍ عادي ساذج، بينما كان يوصل المعلومات برسائل سرية مشفرة عبر البريد أو بالتسليم اليدوي أثناء لقاءاته مع عملاء الموساد.

في عام 1965، انتهت العملية الكبرى باعتقال 6 جواسيس وتفكيك شبكة كاملة كانت تنقل معلومات عن الجيش المصري قبل حرب يونيو.

وبعدها بأشهر قليلة، تم تكريم ( سمير الإسكندراني ) رسميًا من الرئيس ( جمال عبد الناصر ) نفسه، ومنحه وسامًا تقديرًا لدوره الوطني العظيم، لكن لم تُعلن تفاصيل القصة إلا بعد سنوات طويلة ، وبسبب تلك العملية تم اقالة رئيس المخابرات الاسرائي-لة فى ذلك الوقت .
استمر ( سمير ) في فنه، لكنه ظل فخورًا بكونه (جنديًا مجهولًا) ساهم في حماية بلده في واحدة من أخطر معارك الجاسوسية.

توفي عام 2020، لكنه بقى في ذاكرة الوطن فنانًا ومقاتلًا… بصوت رخيم وعقل لا يُخترق.
ترك لنا ارث عظيم .. من اغانى وطنية لا يمكن نسيانها ، عاش تفاصيلها قبل ان يتغنى بها لسانه ..
انه المحارب .. ( سمير الاسكندرانى )..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock