العربدة الإعلامية

بقلم -د احمد اسماعيل حسان

حزنت جدا من الحملة الشعواء على معالى الوزير المحترم كامل الوزير هذا الرجل الذى تولى الهيئة الهندسية فى قواتنا المسلحة والذى انجز العديد من المشروعات القومية والتى يصعب احصائها محققا ارقاما قياسية شهد بها العالم فى الوقت والتكلفة ذكرت فى الموسوعات العالمية ..

تم ترقيته الى رتبة فريق ثم خلع زيه العسكرى ليحارب فى جبهات اخرى فعين وزيرا للنقل وبدأ الانجاز الرائع فى الطرق والسكك الحديدية والموانى والمطارات وكل اهل مصر والعالم يشهدون بذلك ..

ثم اضيف اليه عبئ جديد هو وزارة الصناعة ولا يخفى علينا ما يعانيه القطاع الصناعى من انهيار فى البنى التحتية وتعثر الكثير من المصانع الخسارة والبيروقراطية العفنة التى كانت حجر عثره فى تطوير هذا القطاع …

لم يتوقف الرجل عن التطوير والعمل الدؤوب وواصل الليل بالنهار لم يأخذ الرجل استراحة محارب بل اخذ يجوب مصر من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها داخل مصر وخارجها لينهض بالمهمات الموكلة اليه ..

لقد كانت كلماته فى كل مهمة ” اوامر يافندم ” وكان يسابق الزمن بكلمته ” تنفذ يافندم ” انه ابن المؤسسة العسكرية التى لا تعرف المستحيل ..

فى حادثة بنات العنب رحمهم الله خرج علينا بعض الاعلامين بالفاظ وحوارات تحمل معالى الوزير مسؤلية الحادث بلا خجل وبدون اعتبار لتاريخ الرجل وانجازاته علما بانه لاذنب له ولم يقتربوا من المتسسب الحقيقى لهذه الكارثة ..

سائق النقل متعاطى للمخدرات واقتحم الحاجز بين الطريقين ليصطدم بسرعته العالية وحمولته الثقيلة بالمكروباص الذى يقوده سائق بدون رخصة قيادة بحمولة 22 راكب والحمولة المقننة 14 راكب كلهم فتيات فى عمر الزهور ذهبن للعمل باجر يومى 130 جنيه يوم الجمعة لكسب لقمة العيش …

تعلمنا ان كل الحوادث على الطرق البرية نتاج مثلث اضلاعه هى..

الطريق– السيارة — السائق ..

الطريق اتجاهين بينهما جزيرة فاصلة اذا الطريق براءة ..

السيارة النقل اقتحمت الطريق المعاكس والمكروباص حمولة زائدة ..

السائق فى النقل مخمور وفى المكروباص بدون رخصة .. فمن المتسبب ؟؟.

هل هو الوزير كامل الوزير الذى قطع مهمته الرسميه فى تركيا ليعود فورا ليقف على اسباب وملابسات الحادث ؟؟ .

صحيح الحادث مفزع ومروع واى ام او اب يفقد بنته سوف ينهار وينفث عن غضبه باى شكل لائق او غير لائق من حرقة فقد الضنى وفى وسط هذا الحزن والصراخ والعويل يدخل من يستغل الموقف يسيء الى الحكومة والنظام والوزير هؤلاء لا يجاملون اهالى الضحايا انما يأججون مشاعر الناس ضد البلد ..

والاغرب ان تصدر هذه الافعال من اعلاميين على قمة الهرم الاعلامى يصبح هؤلاء مغرضين واستبعد ان يكونوا بهذا الجهل.

واستبعد ايضا ان يكونوا غير مأجورين وان شئت فقل انها العربدة الإعلامية بعينها …

نعم هناك بعض السلبيات فى ادارة الطرق لذلك اناشد ادارات المرور بألا تأخذهم رأفة مع قائدى السيارات المخالفين لقواعد المرور والتعامل بحزم شديد لانفاذ القانون حفاظا على الارواح والممتلكات ..

اللهم ارحم بناتنا الذين فاضت ارواحهم الى وجه كريم فى هذا الحادث المروع فاننا نحتسبهم شهداء لقمة العيش فاكرم نزلهم فى جنات النعيم ..

حفظ الله مصر وبارك اهلها وجيشها وشرطتها ورئيسها ..

اللهم جنبها الفتن ماظهر منها وما بطن ..

تحيا مصر ومليون تحيا فى عزة وكرامة..