دين ومجتمع

الإبداع وطريقة القبعات الست

جريدة الصوت

بقلم – محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العزيز الغفار، خلق الإنسان من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، أرسى الجبال وأجرى الأنهار، وأنزل الغيث وأنبت الأشجار، سخر لنا الفلك ومهد لها أمواه البحار، وخلق الشمس والقمر وقلب الليل والنهار، صورنا فأحسن صورنا، وجعل لنا السمع والأفئدة والأبصار، نحمده تبارك وتعالى حمد المتقين الأبرار، ونعوذ بنور وجهه الكريم من خلق الأشرار، ونسأله السلامة من دار البوار، ونرجوه أن ينير لنا الطريق فنتبين النافع من الضار، وأن يجعلنا بفضله من المطهرين الأطهار، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، الملك فوق كل الملوك القوي الجبار، المستوي على عرشه دون حلول أو مماسة أو استقرار، العظمة رداؤه والكبرياء له إزار، ليس كمثله شيء، فلا تصل إلى كُنه ذاته العقول والأفكار، اللطيف الخبير، فلا تدركه الأبصار.

وهو يدرك الأبصار، السميع البصير فلا تحجب رؤيته الظلمات والأستار، ويستوي في كمال سمعه الجهر بالقول والإسرار، القادر على كل شيء وكل شيء عنده بمقدار، المحيط بكل شيء، فلا هروب ولا فرار، التائب على كل نادم قد أثقلته الأوزار، والباسط كف رحمته للمستغفرين بالأسحار، والمبشر للطائعين بعقبى الدار، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المختار، إمام المتقين والأبرار، المسلم من العيوب والمطهر من الأوضار، المنصور بالرعب على مسيرة شهر في كل الأمصار، إذا جاهد فالسيف في يده بتار، وإذا سالم استوى في أمانه المسلمون والكفار، وإذا سئل شيئا أعطاه بغير إنتظار، وإذا سكت علاه البهاء والوقار، وإذا تكلم خرج من فمه نور كنور الفجر وقت الإسفار، وإذا تبسّم أشرق وجهه كشروق الشمس في وضح النهار.

وإذا عرق فالريح أطيب من أريج الورود والأزهار، وإذا نام فالحرس ملائكة أطهار، وإذا مشى سلَّمَتْ عليه الصخور والأحجار، وإذا ركب سعت الركائب بإختيال وإفتخار، وإذا جلس انحنت عليه لتظله الأشجار، أسري به عبر الفيافي والقفار، وعرج به فوق السحاب والبخار، وزج به على حظيرة القدس في بحر الأنوار، فما زاغ البصر وما طغى بل رأى من آيات ربه الكبار، ومُنح ما منح من الكنوز والأسرار، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وما دامت الشمس في فلكها والقمر في المدار أما بعد إن من أفضل طرق الإبداع هي طريقة القبعات الست، وهي تقسيم التفكير إلي ستة أنماط وإعتبار كل نمط كقبعة يلبسها الإنسان أو يخلعها حسب طريقة تفكيره في تلك اللحظة، ويعتقد أن هذه الطريقة تعطي الإنسان في وقت قصير.

قدرة كبيرة على أن يكون متوفقا وناجحا في المواقف العملية والشخصية وأنها تحول الموقف الجامد آلي مواقف مبدعة أنها طريقة تعلمنا كيف ننسق العوامل المختلفة للوصول إلي الإبداع، وأن القبعات ليست قبعات حقيقية وإنما قبعات نفسية، فهذه الطريقة تعطيك الفرصة لتوجه الشخص إلي أن يفكر بطريقة معينة ثم تطلب منة التحول لطريقة أخرى، كأن يتحول مثلا إلي تفكير القبعة الخضراء والتي ترمز إلي الإبداع، وإن التفكير له أنماط ستة نعبر عنها بقبعات ست، وكل قبعة لها لون يميز هذا النمط، وعندما تتحدث أو تناقش أو تفكر فأنت تستعمل نمطا من هذا الأنماط، أي تلبس قبعة من لون معين وعندما يغير المتحدث أو المناقش نمطه فهو يبدل قبعته، وهذه مهارات يمكن تعلمها والتدرب عليها، وأن متعة وفاعلية التفكير لا يتحققان إلا بخلو التفكير من التداخلات.

التي قد تسبب في التشويش الفكري الذي يعيق الوصول إلي قرار أفضل ويعتبر التفكير البناء وسيلة لتحقيق فكر غير مشوش أو متداخل، حيث نقوم بالتركيز على لون واحد والتأكد من إعطاء الإنتباه الكافي لكل الأمور، ومن القبعات وأنماط التفكير السته هي القبعة البيضاء وترمز إلي التفكير الحيادي، وأيضا القبعة الحمراء، وهي ترمز آلي التفكير العاطفي، وأيضا القبعة السوداء وهي ترمز إلي التفكير السلبي، وأيضا القبعة الصفراء وترمز آلي التفكير الإيجابي، والقبعة الخضراء وترمز آلي التفكير الإبداعي، والقبعة الزرقاء وترمز آلي التفكير الموجة، وأما عن القبعة البيضاء التي ترمز إلي التفكير الحيادي ويتميز بالموضوعية، وهذا التفكير قائم على أسس التساؤل من أجل الحصول على حقائق، وأما القبعة الحمراء قائمة على ما يكمن في العمق من عواطف ومشاعر.

كذلك يقوم على الحدس، وأما عن القبعة السوداء فإن أساس هذا التفكير، هو المنطق والناقد والتشاؤم وأنة دائما في خط سلبي واحد، وأما عن القبعة الصفراء فهو إن هذا التفكير معاكس تمام للتفكير السلبي ويعتمد على التقييم الإيجابي وأنه خليط من التفاؤل والرغبة في رؤية الأشياء تتحقق والحصول على المنافع، وأما عن القبعة الخضراء، وترمز إلي التفكير الإبداعي الأخضر وهو رمز للإبداع والإبتكار وأنه مثل نمو النبات الكبير من الغرسة الصغيرة وكما أنه النمو والتغيير والخروج من الأفكار القديمة، وأما عن القبعة الزرقاء وترمز إلي التفكير الموجه الشمولي، وأنه تفكير النظرة العامة والسبب في إختيار اللون الأزرق وهو أن السماء زرقاء وهي تغطي كل شي وتشمل تحتها كل شئ وثانيا لن اللون الأزرق ويوحي بالإحاطة والقوة كالبحر، ونفكر كيف نوجه التفكير اللازم للوصول إلي أحسن نتيجة، وتقوم علي أساس الفكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock