
بقلم – احمد عزيز الدين احمد
شاعر الجنوب
دَمعُ السُّرُوجِ، وحنينُها المَخمُولُ
في الوَجدِ، تُخفِي صَوتَها الخَيُولُ
تَبكِي الرِّفاقَ، كأنّها فَقدَتْهُمُ
فالصَّمتُ يَسكُنُ ظلَّها المَذهُولُ
لَمّا افترَقنَا، والميادِينُ التي
عَرفَتْ صَهِيلَ العِزِّ، لا تَؤولُ
خَرسَتْ، وخَارتْ في الرُّبَا أجسادُها
وتَناثَرَتْ في الحَزنِ كَالتَّمثِيلُ
أينَ الفَتَى؟ ذَاكَ الذي إن جاءَها
خَفَقَتْ، وشَبَّ بها الهَوى المَعقُولُ
كانَ يُلامِسُ بالجَنَاحِ لِجَامَها
ويُناجِي العُرفَ الطَّويلَ، يطُولُ**
يُسرِي كغيمِ السِّحرِ في أعصابِها
ويُغنِّيَ التَّكبَارَ وهوَ نَخِيلُ**
قد غابَ عنها، والظِّلالُ تُعانِقُ
سَرجًا قديمًا، والحَنينُ يُهُولُ**
تبكِي اللِّجَامَ على فمٍ عَطشَانةٍ
والنَّاقُوسُ في عينيْها مَقتُولُ**
لا تَعدُوَ الأَرضَ الّتي قد خَالَها
مَرسًى لهَا، والحُلمُ فِيهِ نُزُولُ**
حتّى السُّهُولُ غَدَتْ كَئيبَةَ وجْهِهَا
والصَّبرُ فِي أعْصابِها مَعلُولُ**
ما زالَ فِي صَدرِ الجِيادِ نِداءُهُ
لَـو عادَ، يَشتَعِلُ المَدَى، ويَصُولُ
هِيَ لا تُفرِّقُ بينَ طِينٍ وارِفٍ
أو لَحْدِ فارسِها، فَهُوَ الأَصِيلُ
إنْ غابَ، سَكَنَتْ بهِ الأرْوَاحُ،
وانْــتَحَبَتْ عُيونُ الحُسنِ والتَّأويلُ
فالخَيلُ لا تَنسَى الّذي قد صَافَحَتْ
فَـيْضَ الوفاءِ، وعِشقُها تَأبِيلُ
بقلم / احمد عزيز الدين احمد
،،،،،، شاعر الجنوب