عربي وعالمي

اقترح هارون إجراء استفتاء شعبى على من يقدمه الجيش للحكم

كتب/ أيمن بحر
قال قياديون بـ الحركة الإسلامية التي أطاحت بها انتفاضة شعبية فى السودان عام 2019 إن الحركة قد تدعم بقاء الجيش طويلا فى الحكم فى وقت تتطلع فيه إلى عودة سياسية بعد مشاركتها بمقاتلين فى الحرب التى تشهدها البلاد.
وفى أول مقابلة مع وسيلة إعلامية منذ سنوات قال المسؤول السودانى السابق فى نظام عمر البشير وأحد السودانيين الأربعة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية أحمد هارون لـ رويترز إنه يتوقع بقاء الجيش فى الحكم بعد الحرب وإن الانتخابات قد تتيح لحزبه -المؤتمر الوطنى- (الحزب الحاكم السابق) والحركة الإسلامية المرتبطة به العودة إلى السلطة.
وكان بعض قادة الجيش والموالون للنظام السابق يقللون من أهمية الحديث عن العلاقات بينهما خوفا من التأثر بالسخط الشعبى إزاء الرئيس المخلوع عمر البشير وحلفائه فى حزب المؤتمر الوطنى.
لكن 7 من أفراد الحركة و6 مصادر عسكرية وحكومية قالوا إن التقدم الذى حققه الجيش فى الآونة الأخيرة أتاح لـالحركة الإسلامية التفكير فى العودة للقيام بدور وطنى.
وقد يعزز صعود الحركة من جديد الردة عن الانتفاضة المطالبة بالديمقراطية التى بدأت فى السودان فى أواخر 2018 كما سيعقد علاقاته مع الأطراف الإقليمية المتشككة فى أى نفوذ إسلامى.
ويدعم هذا التصور اتهامات بتعيين عدد من الإسلاميين وحلفائهم منذ الشهر الماضى فى حكومة كامل إدريس رئيس الوزراء التكنوقراطى الجديد الذى عينه الجيش فى مايو أيار الماضى.وردا على طلب من رويترز للتعليق قال ممثل لقيادة الجيش السودانى قد يرغب بعض قادة الإسلاميين فى استغلال الحرب للعودة إلى السلطة لكننا نقول بشكل قاطع إن الجيش لا يتحالف أو ينسق مع أى حزب سياسى ولا يسمح لأى طرف بالتدخل.
وفى حديثه لـ رويترز في ساعة متأخرة من الليل من مكان يختفى فيه عن الأنظار مع انقطاع خدمات الكهرباء في شمال السودان، قال هارون إن حزب المؤتمر الوطنى يقترح هيكل حكم يمنح الجيش السيطرة على الأمور السيادية بالنظر لمهددات الأمن السوداني والتدخل الخارجى على أن تأتي الانتخابات برئيس وزراء لإدارة الحكومة.
وأضاف هارون حليف البشير الذى خرج من السجن فى بداية الصراع فى المقابلة التى أجريت معه فى أواخر أبريل: اتخذنا قرارا استراتيجيا ألا نعود للسلطة إلا عبر صناديق الانتخابات بعد الحرب… لن نكون فى أى حكومة انتقالية غير منتخبة بعد الحرب.وأضاف: النموذج الغربى لن يكون مناسبا للسودان. ولا بد من الوصول لصيغة عن دور الجيش فى السياسة فى ظل الهشاشة الأمنية والأطماع الخارجية فهذه لن تكون الحرب الأولى ولا الأخيرة فى البلد.
واقترح هارون إجراء استفتاء شعبى على من يقدمه الجيش للحكم.
وهارون مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم التورط فى جرائم حرب وإبادة جماعية فى دارفور فى أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين.
وبدأت عودة الفصائل الإسلامية قبل اندلاع الحرب فى أبريل نيسان 2023 وهى فترة أخذت تنحرف فيها عملية الانتقال نحو الحكم المدني عن مسارها المأمول.
ورسخت هذه الفصائل وجودها داخل أجهزة الحكم وفى الجيش خلال فترة حكم البشير التى استمرت ثلاثة عقود.واستمد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذى أصبح رئيسا لمجلس السيادة الانتقالى بعد فترة وجيزة من الإطاحة بالبشير عام 2019، دعما منها فى انقلاب أكتوبر 2021.
وتظهر وثيقة لحزب المؤتمر الوطنى حصلت عليها رويترز عبر مسؤول إسلامى كبير دورا رئيسيا لـ الشبكات الإسلامية منذ بداية القتال.
وفى الوثيقة يبلغ عناصر من الإسلاميين قيادتهم بالمهام التى قاموا بها وتحدثوا عن دورهم فى المساهمة المباشرة فى المجهود العسكرى للجيش بما يتراوح بين 2000 و3000 مقاتل خلال العام الأول من الصراع.
وتحدثوا أيضا عن تدريب مئات الآلاف من المدنيين الذين استجابوا لدعوة الجيش للتعبئة العامة والذين انضم أكثر من 70 ألفا منهم إلى العمليات
وقالت 3 مصادر عسكرية من الجيش و فصائل متحالفة معه إن هذه الخطوة عززت صفوف القوات البرية المتناقصة.
وقدرت مصادر عسكرية عدد المقاتلين المرتبطين مباشرة بحزب المؤتمر الوطنى بنحو 5000 آلاف يخدمون بالأساس فى وحدات قوات العمل الخاص التى حققت جانبا من أكبر مكاسب الجيش لا سيما فى الخرطوم.
وأفاد مقاتلون إسلاميون ومصادر عسكرية بأن مقاتلين آخرين دربهم إسلاميون يخدمون فى لواء نخبة أعيد تشكيله ويتبع جهاز المخابرات العامة.
وفى المقابل أوضحت مصادر فى الجيش وأحمد هارون أن الفصائل الإسلامية ليس لديها أى سلطة على الجيش.وشكك هارون فى صحة الوثيقة التى اطلعت عليها رويترز وفى الروايات التى تتحدث عن مشاركة آلاف المقاتلين المرتبطين بحزب المؤتمر الوطنى فى القتال إلى جانب الجيش ورفض إعطاء أرقام عن عدد المقاتلين الإسلامين الذين يساندون الجيش. لكنه أقر بأنه ليس سرا أننا ندعم الجيش استجابة لدعوة القائد الأعلى للتعبئة العامة.
وقال البرهان مرارا إنه لن يسمح لحزب المؤتمر الوطنى المحظور بالعودة إلى السلطة فى وقت أتاح فيه عودة موظفين مدنيين إسلاميين لمناصب رفيعة فى عدد من الإدارات الحكومية.
وبينما يقلل الجيش من شأن العلاقات مع الإسلاميين تعلو أصوات قوات الدعم السريع بالحديث عن الأمر. وقال محمد مختار مستشار قيادة قوات الدعم السريع الإسلاميون هم من أشعلوا هذه الحرب سعيا للعودة إلى السلطة وهم من يديرونها وهم يسيطرون على قرار الجيش .
وقال ضابطان مطلعان بالجيش إن البرهان يعمل على تحقيق توازن بين حرصه على عدم التنازل عن أى نفوذ لأى شخصيات أو جهات سياسية وبين حاجته إلى الدعم العسكرى والإدارى والمالى من شبكات الإسلاميين.
وتقدم الحركة الإسلامية السودانية” لعناصرها منذ فترة طويلة تدريبات عسكرية عبر وسائل منها ما كان يعرف فى عهد البشير باسم (قوات الدفاع الشعبى) الاحتياطية.
وخلال الحرب ظهرت وحدات إسلامية شبه مستقلة أبرزها كتيبة البراء بن مالك.
وقال أحد قادتها وهو المهندس أويس غانم (37 عاما) لـ رويترز إنه أصيب 3 مرات فى أثناء مشاركته فى معارك حاسمة لكسر الحصار عن قواعد للجيش فى العاصمة فى وقت سابق من العام الجارى.
وأضاف أن أفراد الكتيبة يمكنهم الحصول على الأسلحة الخفيفة والمدفعية والطائرات المسيرة بموجب تعليمات الجيش ويتلقون الأوامر منه.
ويتهم مراقبون لحقوق الإنسان الكتيبة بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القضاء فى المناطق التى استعادوا السيطرة عليها فى الآونة الأخيرة فى الخرطوم وهى اتهامات نفاها غانم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock